Skip to main content

رواية زبيدة الفصل الرابع.. بناقص!



بناقص

------
ربما هو صباح يوم جديد، وربما كان نذير خير أن الدكتور حاتم جبريل وافق للوساطة بين عائلة زبيدة أو حسام وبين الدكتور سميح عبد المقصود تحت ضغط ابنته مريم صديقة زبيدة المقربة والمتيمة بحسام شقيق زبيدة والذي يصغرها بثلاثة أعوام كاملة
من قال أن قصص الحب لها ناموسو
ربما كان هذا الدافع الوحيد والخفي وراء موافقة مريم مساعدة زبيدة وعائلتها، الأمر يتعلق بمستقبل حسام بالكلية ناهيك عن أن سمعة سميح عبد المقصود كفيلة إن شابت أمرا فيظهر لك الطرف المظلوم دون تفكير، حبها لحسام كان دافعها، وكي تقنع أبيها بالفكرة كان الأمر يحتاج لبعض الدهاء والحيلة وتقديم المصلحة قبل كل شئ، فاستطاعت أن تقنع والدها أن مساعدة  حسام من باب تقديم السبت حتي يجدوا الأحد أمر لا خيار فيه، وإلا من -غير زبيدة- سيحول لهم الدولارات التي أرسلها عمها خالد بسعر أعلي
من سعر البنك؟..
 نعم كان هذا الاتفاق غير المكتوب بين مريم وزبيدة وبحكم عمل زبيدة في أحد شركات الصرافة العريقة
بالطبع كان من السهل إقناع مدير الشركة بشراء واستبدال الدولارات مقابل حفنة إضافية من الجنيهات ولم يكن هذا بالأمر الصعب نظرا لشح العملة ..وتم الاتفاق البيني بينهما رغم  علم زبيدة بقوانين الحكومة الجديدة الصارمة ضد ..من يتعامل بأسعار تختلف عن أسعار البنوك لتحويل العملة 
  صفقة رابحة بالطبع، من ناحية أخري دكتور حاتم جبريل -والد مريم-علاقته طيبة بالجميع ومحبوب بين زملاؤه الأكادميين ..
 وحديثه مع دكتور سميح كان له بالغ الأثر، دكتور سميح عبد المقصود علي المستوي الشخصي علاقاته محدودة -فيما عدا علاقاته النسائية-يرحب بتبادل الخدمات ويساعد طلبة الماجستير والدكتوراة-خصوصا لو كن جميلات-.... هيئته، أسلوبه ..ملبسه يوحي لك أنه نجم سينمائي أو مطرب في الأوبرا أو رجل أعمال ..أو أي شئ آخر غير أن يكون أستاذ ومحاضر بالجامعة يرتدي نظارة سميكة ورابط عنق تقليدي أنيق..سيارته الفارهة، مباهاته الدائمة  
    ،بعلاقاته ومعارفه وشركاته أمام الجميع ..سلوكه يختلف  بالكلية عن الجميع.  
  هذه ليست الحادثة الأولي من نوعها التي يتعرض لها دكتور سميح مع أحد الطلبة ، منذ عامين كانت له حادثة شهيرة بإتهام إحدي الطالبات بسرقة مقتنيات ثمينة من غرفة مكتبه ، ولما أثيرت الأسئلة كيف استطاعت سرقة الأشياء الثمينة وكيف دخلت إلي المكتب دون علمه أو وجوده؟ وكيف لها أن تعلم أن هناك أشياء تصلح للسرقة أصلا؟ وكيف عرف أنها هي من سرقت؟ ...وغيرها من الأسئلة التي جعلت دكتور سميح بعد إصرار المقربين منه أن يتنازل عن المحضر ويكتفي بتشويه سمعة الطالبة عقابا لها علي ما فعلت .. إذن ماذا فعلت؟؟ ..لا أحد يعلم!
  كانت التاسعة صباحا..مبني الكلية هادئ نوعا ما، آشعة الشمس  ظهرت كخيوط من الذهب الخالص مالت علي بوابة المبني، عبارات التحية الصباحية يتبادلها العمال و الموظفين، يافطة كبيرة " خاص بأعضاء هيئة التدريس فقط" بجوار المصعد .. أرضية من الجرانيت وواجهة الكلية العتيقة ..هو أول ما تراه عين الحاج نوح وهو يدلف إلي مبني الكلية ويميل بجسده النحيف وقامته الطويل باتجاه عامل الإستقبال وفرد الأمن الواقفان أمام البوابة وفي يدي كل منهم كوب من الشاي ..وبعد دقيقة من الحوار أشار العامل بسبابته إلي الدرج وأشار بيده الأخري يمينا ثم أشار إلي الدور الثاني حيث مكتب دكتور سميح..
صعد الحاج نوح متكئا علي عصاه الدرج بصحبة زبيدة وحسام وأشار إلي حسام أن يبقي خارجا.. أو أن يعده بالصمت التام لو قرر الدخول، وكرر علي مسامعه أن تدخله لن يفيد والأفضل أن يكون بعيدا تمام البعد عن الإجتماع ، لكن حسام أصر علي الحضور ووعد أبيه أنه لن ينبس ببنت شفة مهما حصل..ومهما سمع..
..وصلوا للمكتب قبل الميعاد بنصف الساعة، وللدهشة لم يكن المكتب مغلقا
وبعد دقائق من التردد بين الدخول والإنتظار كانت المفاجأة التي بدت كالطامة الكبري، إنها أميمة..حبيبة حسام التي كانت كل هذه المشاجرة لأجل عينيها.. خرجت وقد بدت نواجزها ..مبتسمة ..سعيدة ..لمحها تصافح الدكتورسميح  وهي خارجة من غرفة المكتب  بود صاف
..وما إن رأته إلا وذابت البسمة..بل تحاشت أن تنظر إليه وانطلقت  في طريقها مسرعة 
كان سميح موليا ظهره لثلاثتهم، دفعه الفضول ليري من سبب إختفاء البسمة من ذاك الوجه الصبوح، فالتفت خلفه ووجد حسام جاسما أمامه..رمقه نظرة بإزدرداء ثم التفت إلي أخته والحاج نوح..
 رجل عملي لا يجيد مضيعة الوقت..دون مصافحة أحدا منهم أشار إليهم للدخول..كان دكتور حاتم بالداخل ، وجوده أثار روح الطمأنينة بنفوس كل من زبيدة وحسام والحاج نوح..
..  تجاهل وجود حسام وكأنه بعوضة أو نكرة..وأشار للحاج نوح بالجلوس أمامه إلي مكتبه وأشار إلي زبيدة بالجلوس علي الأريكة الجلدية الأنيقة بالغرفة ..تجهم وجهه فجأة وهو ينظر لحسام، بالتأكيد من الصعب نسيان ما حدث وبدأ جو التوتر يسود الغرفة حتي نطق الدكتور حاتم  -الجالس علي الكرسي المقابل للحاج نوح -بأول عبارات التحية والترحيب الغير متناسبة إطلاقا والموقف المحرج!
إزيك يا حاج ..يا مرحب ..إزيك يا زبيدة ..عاش مين شافك يابنتي-
 الحاج نوح: ااحم..بخير يا دكتور الحمد لله =
--دكتور حاتم: دي بقي زبيدة صاحبة مريم بنتي و شغالة في شركة الصرافة اللي كنت حكيت لك عنها يا دكتور سميح
 وانتقلت عينا سميح الغاضبتين إلي تلك السمراء ذات الجسد الممشوق أمامه، وقبل  أن تدور عينه بين طيات جسدها وتفاصيلها تنحنح الحاج نوح فانصرفت الأنظار إليه..
فاستطرد حاتم:
الحاج نوح بقي غني عن التعريف ..وحش مادة التاريخ -وقهقه في محاولة لنفض التوتر والحرج وقال مبتسما: ممكن يساعد رامي وهيخللي منهج التاريخ بالنسبة له كإنه حدوتة
ضيق سميح حدقتيه وهو ينظر للدكتور حاتم وكأنه يسأله:حقا؟
وقبل أن يرد بادر الحاج نوح قائلا بصوته الرصين العميق كصوت معلق شهير علي الأفلام الوثائقية في قناة ناشيونال جيوجرافيك:
إحنا قبل أي حاجة متأسفين علي أي سوء تفاهم حصل وإحنا مستعدين لأي ترضية الدكتور يطلبها ..إحنا ناس تفهم في الأصول  .وأنا ابني غلطان أكيد وجاي يعتذر واللي حضرتك تأمر بيه ..من عنينا.. 
والتفت لابنه حسام وقال: تعال يا حسام اعتذر لدكتور سميح وسمعه اعتذارك
قبل أن يخطو خطوة للأمام أشار سميح لحسام أن يقف مكانه ووجه ناظريه للحاج نوح وهو يقول:
مفهوم يا حاج نوح، مفيش داعي ..أنا عشان خاطر مجية حضرتك دي أنا هعتبر مفيش حاجة حصلت ومش هكمل المحضر..
ابتسم نوح في ارتياح وقبل أن يردد عبارات الشكر والمدح استكمل سميح في سرعة ملتفتا لحسام وهو يشير إليه بسبابته:
بس إنت مش هتدخل لي محاضرات لآخر السنة...
 ونظر إليه بملأ عينيه وقال في تحد وحقد: وهتشيل مادتي حتي لو كنت مقفل الورقة..تمام؟
احتقن الدماء في وجه الحاج نوح ثم قال له: أنا عارف ان حسام غلط يا دكتور سميح، بس إنت معايا إن الموضوع كبر من غير داع..الولد مقصدش يتطاول علي حضرتك وحضرتك عارف إنه ممدش إيده عليك..
-سميح: عارف 
الحاج نوح: وأكيد حضرتك عندك أولاد زيه وميرضكش إن مستقبله يضيع
-سميح: لا يرضيني
احتقن وجه الحاج نوح..وأقسم بينه وبين نفسه لو كان الموضوع يتعلق بآخر غير ابنه لالتهم هذا الزنديق من رقبته!
فنظر الحاج نوح للدكتور حاتم قبل أن يرد، فسارع الدكتور حاتم قائلا:
يا دكتور سميح حسام طول عمره من أوائل الكلية وطالب متفوق ومتميز، لو المشكلة كبرت أكتر من كده إنت فاهم إنها مش حاجة كويسة في ملفه وغير كده إحنا عارفين عنك إنك راجل ناجح وأكاديمي كبير زيك مش هينفعه ولا هيضره أنه يتسبب في مشكلة لطالب عنده ..ولا إنت شايف إيه.
سميح: أنا شايف إن حتي لو غلطته صغيرة في نظره لازم يتعاقب عليها عقاب وافي عشان متكررش تاني..وعشان يبقي فاهم إيه الفرق بين بروفيسور بيعلمه وزميله لما يتخانق معاه..
الحاج نوح: بس حضرتك عارف إنه م مدش ايده عليك ..ده كان رد فعل نتيجة إنفعال..
سميح: ما هو عشان يتعلم يظبط إنفعالاته بعد كده ..
..ورمق حسام بنظرة شماتة، بينما حسام يقف ناظرا لقدميه ووجهه كادت تنبجس منه الدماء 
أحس الحاج نوح بالإهانة ، شعر وكأنه ضئيل أو قزم ..وربما أحس بالتعاطف مع ولده وقتها، وقتها أدرك فقط لم تصرف ابنه المهذب الخلوق بهذا الشكل الفج..
 وانتهي اللقاء بعبارات مقتضبة وابتسامات الحرج واستقام الحاج نوح في وقفته متجها ناحية الباب، مدت زبيدة يدها لتدير المقبض ليخرج الجميع وبينما وقف الأب وحسام وزبيدة ناحية الباب، غمز الدكتور حاتم زميله الدكتور سميح فتنحنح الأخير قائلا :استني يا حاج نوح أنا عاوزك لوحدك دقيقة..لو سمحت
تبادل حسام وزبيدة نظرة سريعة قبل أن يخرجا من الغرفة..
..عاد الحاج نوح إلي المكتب، بينما خرج حاتم وراء زبيدة وحسام وهم سميح بإغلاق الباب خلفهم 
وبعد عشر دقائق خرج الحاج نوح مكفهر الوجه يعتلي وجهه كل إمارات الهم والحزن..
تبادل عبارات الشكر مع الدكتور حاتم الواقف مع زبيدة  وناولها ورقة أو بطاقة بها بعض أرقام الهواتف والعناوين قبلما غادر مودعا الحاج نوح وهو يبتسم، بينما حسام يقف في آخر الممر في ملل ينظر إلي قدميه وهو مشبك الأيدي..
..
 ، في خطوات متثاقلة نزل الجميع الدرج..حاولت زبيدة خلق أي فرصة للحديث فأشار لها أباها بعكازه أن تصمت حتي يخرجوا من المبني..
استقلوا السيارة وبدأ الحديث
-حسام: قالك إيه الراجل ده يابابا؟
-زبيدة:يستحسن إنت بالذات تسكت خالص
تنهد الحاج نوح وقال: ولا حاجة ..قالي لو ساعدت ابنه ينجح في مادة التاريخ واللي طالع بملحق فيها مش هيشيلك مادته..
لمعت عينا حسام وقال في فرح: إنت بتتكلم بجد يا بابا!
هز رأسه في تأكيد وقال: آه ..ومش عارف إنت فرحان أوي ليه..
زبيدة: فرحان ليه ؟ وميفرحش ليه ؟ هو إحنا كنا جايين في إيه أصلا..ده فرجت..ياما إنت كريم يارب...الحمد لله ..بقولكو..تعالو بقي اعزمكم علي كنتاكي بالمناسبة الحلوة دي!
الحاج نوح: أيوه منا مش عارف الواد ابنه ده مستواه إزاي..شكلهم ناس عليوي أوي وشكل الواد مش فالح ..درجاته كلها زفت..هساعده ف إيه ولا إيه!
زبيدة/: يا حجوج..هو إنت تعصي عليك حاجة..يا ما عدت عليك أشكال شبهه..بص ..بعد الشغل هعدي علي كنتاكي نتعشي بيه سوا..
الحاج نوح: لا يا ستي ..آخر مرة جبتيه بارد..أنا هخللي حسام يطلب الأوردر ويتخصم من مصروفه..
حسام ضاحكا: موافق ..موافق يا حجوج..وإحنا لينا بركة إلا أنت..
نظرت زبيدة بالمرآة الأمامية المقابلة لعيني حسام وسألته وهي تنظر له مباشرة:
مين بقي الحلوة اللي كانت خارجة من مكتب الدكتور سميح دي؟
امتقع وجه حسام وكان مجرد ذكر الفتاة تلك كافيا ليغير موجة المرح بالسيارة ويعاود جو التوتر من جديد ..
لم يرد حسام واكتفي بنظرة طويلة ..ربما سافر بخياله..سافر بعيدا ..سافر حتي كادت ترتطم سيارتهم بالسيارة الأمامية لولا انتبه حسام في آخر لحظة..
الحاج نوح وقد انتفض من مكانه علي أثر الفرامل المفاجئة القوية وقال: ما بالراحة يابني!
حسام: آسف ..سرحت.
الحاج نوح مبتسما بخبث: ماشي يا عم يوليوس قيصر..
حسام بإستغراب: مين يوليوس قيصر ده ؟
الحاج نوح: حاكم من أيام الدولة الرومانية ..كان بيحب ابن أخوه أوي وبيعتبره زي ابنه وصديقه..كان قريب منه أوي وممكن يسمع كلامه وياخد بنصيحته في أي شئ ..حتي لما اختلف مع مساعدينه ..زوجته حذرته من أنه يروح اجتماعهم وقالت له إنها حلمت إنهم بيخططوا يقتلوه أو يتخلصوا منه ..مصدقهاش ومخدش بكلامها خصوصا بعد ما ابن أخوه بروتوس شجعه إنه يروح وقاله إنه اجتماع مهم لتصفية الأمور ومش لازم يفوته..يوليوس بقي خد بنصيحة ابن أخوه حبيبه وصاحبه وراح..وفعلا اتكتلوا عليه وكل واحد من المجتمعين في الاجتماع ده طعنه طعنة حتي ابن أخوه بروتوس نفسه طعنه..
زبيدة: يا الله ..حتي صاحبه الوفي طعنه..
الحاج نوح: بيقولوا لما ده بالذات طعنه يوليوس قاله حتي أنت يا بروتوس وغطي وشه من الألم ..مش ألم الطعنة ...بس ألم الخزي والصدمة..الضربة اللي بتجيلنا من القريبين أو المحسوبين من القريبين بتبقي أشد كتير من ضربة العدو..عشان بتبقي جاية علي غفلة ومش متوقعة..
تفكر حسام في كلمات الأب في صمت تام ، فاستطرد أبوه:
اللي بيكرهنا مش هيضرنا لو كرهنا حبة زيادة، بس اللي بيحبنا ويتغير علينا هيوجعنا بزيادة..ولا إيه يا سحس؟
زفر حسام وقال: طب ولو كنا فاهمين غلط؟
الحاج نوح: نستفسر.
حسام: ولو كانت مرة وخلاص؟؟
الحاج نوح: اللي عنده استعداد يخسرنا أولاني هيبقي معندوش مانع يخسرنا تاني وتالت وعاشر..الحبيب الناقص ..
!فاستكمل حسام: بناقصصصصص
..
 قالها ونظر لزبيدة بالمرآة .زبيدة لم تكن تنظر إليه ، بل كانت تنظر في حيرة للكارت أو البطاقة التي ناولها حاتم إياها ، ..دكتور حاتم ..هي في الحقيقة ليست رقم هاتف دكتور حاتم  كما ظنت..ألقت نظرة أخري علي الكارت قبل أن تمزقة 
إربا وتلقيه من النافذة!
وصلوا لمحطة الترام ونزلت زبيدة لتستقل المترو لموقع عملها..
ركبت عربة النساء ولم تكن مزدحمة كالعادة..بالطبع لأنها متأخرة عن ميعاد العمل..كم تمنت أن يكون هذا الموعد اليومي للنزول للعمل..العربة مليئة بالنساء من مختلف الأعمار وأغلبهن غير عاملات أو مسنات..
رغم أن العربة شبه خالية من الواقفين إلا أنه ليس هناك مقعدا للجلوس، فوقفت بجوارهن ..أولئك الضاحكات الأربع..منهن ثلاثة من الحوامل علي وشك الولادة..جلسن يتبادلن النكات والمواقف المضحكة وجري الحوار التالي علي لسان إحداهن:

وأنا في أودة العمليات.. كنت بستعد للولادة.. الدكتور فاجئني .. كنت فاكرة هاخد بنج كلي، قالي لا.. انا هديكي حقنة أُبيدورال اللي ف الضهر ..

ومامتي  بقي قبلها كانت منبهة علي مخلليهوش يديني الحقنة دي، اصلها اول ولاده.. وقالت لي هتأثر علي ضهرك وممكن تأثر علي مشيتك..
اتحطيت قدام الأمر الواقع.. مكنتش عارفة اسمع كلام الدكتور اللي عارف شغله ولا اسمع كلام امي اللي محدش ف الدنيا هيخاف علي أدها..؟طب 
ولو مسمعتش كلام الدكتور هروح فين وهعمل ايه؟

ردت أخري: يا نهاري يا نهي ..طبعا تسمعي كلام الدكتور ..وبعدين حصل ايه؟

فاستطردت نهي: لدكتور كان راجل كبير في السن، خبرة يعني وفهم اني خايفة ومتوترة..
قام قال للممرض اللي بيجر الكرسي ابو عجل اللي انا قاعدة عليه يزق الكرسي يمين بعيد عن أوضة العمليات ..انا قلت بس ده هيبنجني بقي ويسرق أعضائي ..بدأت اجهز نفسي للصويت.. 
ضحكت الثلاث الأخريات فقالت نهي بنبرة هامسة وكأنها تحكي فيلم رعب وقالت:
لقيته دخلتي عند أوضة حالة لسه والدة بردو.. وقالي شايفة .. دي نيفين.. لسه والدة حالا ولسه واخدة الحقنة وتمام اهي..'اعمليلها باي باي يا ..نيفين..فراحت عملت لي باي باي
فقالت أخري: وبعدين دخلتي بقي..؟ لو منك مكنتش ادخل ابدا ..إحنا فينا من مفاجآت.. 
فقالت نهي: لقيته هداني وبعدين حط إيده علي بطنها وقالي بصي بعملها مساج علي بطنها اهو وهي مش حاسة بأي ألم..
انا قلت لو سبته شوية كمان هيطلع لي أرنب من جيب البالطو
.. ماهو ساحر بقي
المهم دخلت أودة العمليات وانا بشاهد علي روحي.. وقَعَدت ع الشازلونج.. وجه يديني الحقنة.. لاقاني هعيط..
قالي بقولك ايه بقي.. افردي وشك.. خللي قرفتك تيجي حلوة!

اَي فيل لايك.. ده انت شوية شوية تقولي شعر ولا دقن.. 
ضحكت.. وادوني الحقنة.. وبعدها بقي في حقنة تانية بردو..
خدتها..
اللي اديتهالي دكتورة تانية شكلها صغيرة او جديدة .. بعد م اداني الحقنة.. 
قالت لي حركي بقي رجلك اليمين.. حسّيت رجلي تقيلة اوي ومش قادرة اشيلها..
قلت لها مش قادرة.. 
ابتسمت وعينيها لمعت زي م يكون طفلة اديتها مصاصة..
قالت لي طب جربي تحركي رجلك التانية.. حاولت معرفتش بردو..
قلت لها مش قادرة. مش حاسة برجلي خالص..
لقيتها بوقها من الودن دي للودن دي وهي بتقولي :
"الله.. أول مرة تظبط معايا"!!!!!
روايات أخريروايات أخري
قصص للأطفالقصص للأطفال     


Comments

الأكثر قراءة

جارتي تاجرة الحشيش..قصة قصيرة

لم تعد تحت طائلة القانون حتي و إن كانت تاجرة حشيش بحكم قانون الولاية التي نعيش فيها ، قوانين عجيبة تبيح الإتجار  بالمخدرات وترخص المجون و الفحش..وأصبح كل منا علي الأقل لديه جار شاذ جنسيا أو يتجر بالمخدرات..لن ألوم قوانين التعايش . كانت ضخمة الجثة ..لها هيبة ..صوتها كصرير الباب في أذني ..السجائر في فمها كالعلكة في فم فتاة تعشق السكاكر..عبارات السب و اللعن تجري علي لسانها كما يجري اللعاب..طيلة عامين لم تبادلني التحية ولم ترفع عينها لعيني وكأني "بحجابي" كومة قمامة! وطالما هذا هو الحال ..فلم أبادر أبدا بإلقاء التحية أو ما شابه من عبارات " صباح الخير" و" مساء الخير" المعهوده بين جيران البناية..وكأننا اتفقنا ألا نتفق ..وبمرور الوقت صار خوفي منها في زياده خصوصا بعدما رددت جارتي الأوروبية أن جارتنا هذه من الأمريكان العنصريين المتغطرسين وتفتقر للذوق ، حيث أمرت بناتها بالإنصراف عن بنات الأوروبية" التي تتحدث الإنجليزية الركيكة" لأنهما ليستا أمريكيتان مثل بناتها ..هكذا نهرت الفتاتين أمام أمهما دون أن يرمش لها جفن..ناهيك عن زوار الليل كل مساء أمام...

الفصل الثاني من روايتي " كرمالك"

الرواية كاملة رابط الرواية كاملة من هنا جلست نورا ولم تلمح نظرات الفزع والرعب المسددة نحوها من قِبَل ميشال.. السيدة الفرنسية تشعر بالرعب والهلع ما إن جلست بجوارها تلك الشابة ذات الغطاء الأخضرعلي رأسها..ألوان زيها صريحة وجريئة مما يدل علي أن هذه الشابة جريئة ولا تعرف للخوف طريقا..  ميشال خبيرة في الأزياء بحكم عملها وتعلم أنه ثمة علاقة خفية بين ما يرتديه المرء وما يفكر به.. وتجزم أن هناك خط واصل بين ما يلبسه المرء و الطريقة التي يتصرف بها بحسب طباعه وما يؤمن به.. هكذا تعلمت ميشال وهكذا تفكر.. وهكذا ازداد رعبها من تلك الشابة التي ستظل رفيقة رحلتها الطويلة من مصر إلي فرنسا. يا إلهي.. خمس ساعات من الخوف والترقب.. ربما ترتدي تلك الفتاة حزاما ناسفا تحت تلك التنورة الطويلة وربما أخرجت مسدسا من جيب سترتها الجانبي لتطلب من الجميع أن يشهروا إسلامهم أو يُقتَلون..هذا فوق الإحتمال!.. آخ لو كان لديك سيناريو معين أو فكرة مسبقة عن شئ ما ، حتما ستجد عقلك بكل الوسائل وبلا وعي يؤكد لك الفكرة ويصنع مشاهد وحكايات وربما مواقف كي تؤكد ظنونك وتسترسل في أفكارك حتي لو لم تكن أفكارا لها أي أساس من...

الفصل الأول والثاني من روايتي " كرمالك"

كِرمَالك رابط الرواية كاملة من هنا الرواية كاملة علي كندل و تطبيق كندل رابط الرواية كاملة من هنا إهداء إلي روح أبي الغالي..أحبائي زوجي الغالي وأولادي وأمي الحبيبة .. كل من علمني وكل من ألهمني ساهم في كتابة هذه الكلمات ورتب معي السطور والحكايات.. الرواية المقدمة إليكم قد تتشاب ه فيها الأحداث والأشخاص والأماكن بالحقيقة..فقط أردت أن تبدو حقيقية قدر المستطاع، وكل ما ابتغي أن أقوله.. مهلا لكل من ترك دينه وهويته وولي..مهلا لكل من يتشكك في ربه بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير .. شكر خاص صديقتي نبال سمارة ، سارة محمود الفهرس 1- مطار القاهرة. 2-الإرهابية.. 3-مرآة المستقبل. 4-لا آكل الخنازير. 5-عقدة الإنجليزية. 6-توحدي. 7-العما بعيونك... 8- سألوني عن حجابي 9- تزوج طفله! 10-هذا رجلي 11-ديما 12-صدفة 13-كرمالك 14-كندرجارتن 15-أحبك 16-سيفيك بلازا 17-حادثة أورلاندو 18-ورود الود 19-أحمر شفاه 20-الزوج المفقود 21-هل أنت داعشية؟ 22-القيثارة 23-بلا ولا شيء 24-أنت صلعاء 25-أبغض ا...

طارق الندي " قصه قصيره". رومانسيات ، فانتازيا

طارق الندي"فانتزيا" فبراير   2008 أفتقدك يا طارق ..مر زمن طويل ولم تلتقِ أعيننا ولم تسمع أذناي لحن صوتك..نعم لصوتك نغم في أذني وله وقع في نفسي يحكي لي قصة عتاب طويل ..أتذكر حين قابلتك أول مره ونحن بالصف الأول بالجامعه ؟ أتذكر كيف كنت تحاول لفت إنتباهي وتتنظر أيما فرصه كي تتجاذب أطراف الحديث معي. ولا أعلم وقتها لِم لَم ألق لك بالا وحتي شهور لا أفهم لم كنت ترتبك وتتصبب حبات العرق عن جبينك لو رأيتني أمام ناظريك ..كنت أستغربك حينا وأتلذذ بإضطرابك حينا. أتذكر يوم ظهور النتيجة بعد إمتحان نصف العام ؟ كم جذب إنتباهي ثقتك بنفسك وانت تخبرني أن تقديرك العام جيد جدا بينما أنا أخبرك و أنا أولول علي نتيجتي ذات التقدير المتواضع كم شعرت وقتها اني ضئيله صغيره أو ربما قزم بُعث أمام العملاق الكبير ليقص عليه حكاية المساء ويذهب في خفر وحياء بعدما علم أن العملاق لم يعد مهتما لأمره . لم أكن لأقبل منك عبارات المجامله السمجه التي ألقيتها علي مسامعي وقتها ..لم أكن لأقبل شفقتك وعبارة " إن شاء الله تقديرك المره الجايه يبقي أعلي ...انتبهي إنت بس". من أنت لتنبهني لأنتبه ؟ أو تع...

لا تكتئب من فضلك!"عن الاكتئاب تقنيات وحلول".

"هل ستؤدي بي الأمومة للطبيب النفسي؟" قالتها السيدة نانسي، التي تعاني من الاكتئاب الحاد لطبيبها النفسي د. ديفيد بيرن، في أولى جلساتها معه.. فسألها الدكتور بيرن: "ما شكواكِ؟"، فقالت: "أنا أُم سيئة! أنا لا أستحق أن أكون أُماً من الأساس!". فسألها بيرن: "ولِمَ؟"، فقالت: "ابني درجاته متدنية جداً وأنا السبب.. أنا أُهمله". فسألها بيرن: "وما تعريفك للأم السيئة؟". فقالت: "الأم التي تمارس العنف ضد أطفالها". فقال: "وهل تمارسين العنف ضد ابنك؟". فردّت نانسي: "بالطبع لا"، فقال الطبيب: "إذن لِمَ تصفين نفسك بذلك؟". فقالت: "لأنني.. لا أعرف.. ربما شعوري بالعجز والتقصير هو ما يُملي عليَّ ذلك". فقال: "فلنتفق إذن على أنه ليس هناك شيء اسمه أم سيئة، أما الأمهات اللاتي يمارسن العنف ضد أطفالهن فلديهن مشاكل أخرى، فلنقُل إنك أُم مقصرة وفي الحقيقة الكل مقصر.. الجميع ينقصه شيء ما.. أو فلنقُل الجميع يجتهد"، فقالت: "لست مجتهدة بما يكفي"، فسألها: "ألا تعدين له الطعام يومياً...

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك ..احرقيه

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك..احرقيه! تابَعت خبر زواجه بإهتمام وهي التي اتخذته رفيقا لها لتسع أعوام تخللتها علاقات عابره مع رجال آخرين، ولما قرر هو الزواج اتخذ لنفسه زوجه محبه مخلصه أخري  بينما اكتفي برساله صوتيه لها يخبرها بموعد الزفاف وطلب منها حضور الحفل كأشبينه لعروسه، الأمر الذي فجر غضبها وجعلها علي أهبة الاستعداد لتدمير هذا الحفل وهذا الزواج بكل طريقة ممكنه .. وبعد محاولات مستميه للوقيعه بين العروسين باءت كل محاولاتها بالفشل ..فما كان منها إلا إن استسلمت للقدر و اعترفت بخطأها وباركت الزواج في النهايه ..المفارقه العجيبه هنا أنه لم يشك أحدهم أبدا في نوايا جوليان أو  " جوليا روبرتس" الصديقه المخلصه لمايكل أو "ديرموت مولروني" ولم يكتشف أحدهم ألاعيبها الدنيئه لإنهاء زيجة صديقها من حبيبته الجديده كيمي أو " كاميرون دياز" في فيلم " زواج صديقي العزيز" أو My Best friend’s wedding هذا الفيلم الذي عرض في التسعينات من القرن الماضي ولقي نجاحا ساحقا والفيلم يعكس لنا واقع نعيشه الآن والذي أصبح أسهل مع إنتشار و رواج الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي ...