بخطي مرتعدة دلفت إلي المكتب، حركة غير مسبوقة سطت علي
المكان، رغم أن الجميع يحاول التظاهر بالتماسك و الإنهماك في العمل وكأن شيئا لم
يكن، بعينين مترقبتين تجوب المكان تابعت خطواتها ببطء ، حتي أتاها صوت
"إسماعيل" فتي المكتب أو " الأوفيس بوي" فصرخ في هلع من خلفها
:" فينك يا أستاذة زبيدة؟ مدام هايا سألت عليكي ستوميت مرة؟"
قبل أن ترد لاحقها بالرد:" خشي خشي بسرعة ، وخللي
بالك مدام صافي معاها من الصبح..يوم ما يعلم بيه إلا ربنا!"
مدام صافي لمن لا يعرفها صديقة هايا الصدوق منذ سنين الطفولة
في مدرسة الراهبات، لها تأثير السحر علي آراء هايا واختياراتها وطريقة تفكيرها،
ربما لجأت إليها هايا فيما لم تلجأ فيه لوالدتها أو أختها الكبري كاميليا..حتي زوجيهما
صديقان بالأمر..بأمر صافي تحديدا..
العجيب أنه منذ سنوات قليلة ارتبكت علاقة الصديقتين قليلا
بعدما ارتدت صافي الحجاب، كانتا دائمتا الشجار والغضب إلا أن ارتدت هايا الحجاب أيضا
بعد أشهر من ارتداء صافي الحجاب ثم خلعته بعدها بعام، فقط هي لم تستطع أن تفتعل شيئا
هي غير مقتنعة به تماما فقط لترضي صديقتها، هي فقط انتظرت لما عادت علاقتهما لسابق
عهدها ثم خلعته واتفقتا أن تنحيا هذا الأمر جانبا، ولا داع لأن تكون لإحداهما
تأثير علي الأخري في ذاك الشأن... واستمر ذلك لسنوات وسنوات ربما ظاهريا فقط ..
طرقت زبيدة الباب عدة طرقات خفيفة قبل أن تفتح باب الغرفة
المكيفة للمكتب الأنيق العريض..همهمت بكلمات مثل صباح الخير أو شيئا من ذاك
القبيل، أتاها صوت هايا المتكئة خلف المكتب بنظراتها الحادة ..شعرها البني الطويل
يتدلي علي كتفيها النصف عاريين ، سروال جينز غامق وحذاء ذو كعب رفيع ، لا تعلم
زبيدة من أين لها أن تمشي بذاك الكعب المتناهي الدقة علي الأرض! يهيأ لها أنها لو ارتدت
مثل ذاك الحذاء يوما ستسير كرائد فضاء يسير بخفة وتؤدة علي سطح قمر لضعف الجاذبية
أو خوفا أن يحدث ندوبا علي سطح القمر..بساق فوق ساق وبلهجة آمرة وصوت من طرف الأنف
قالت لها بعد أن صرفت ناظريها لصديقتها الجالسة أمامها ذات الملابس الأنيقة والعطر
النفاذ واكسسوارات بسيطة ورتوش من المساحيق
Entrer-
،تسمرت زبيدة مكانها لا تعلم أتدخل أم عليها الخروج
...نظرت لها في بلاهة، ولكنها حافظت علي ثباتها، ثبات العارف الواثق بشفاه معوجة
إلي اليسار قليلا وإحدي كفيها يطوق طرف خاصرها وحاجب مرفوع لأعلي ..فأشارت هايا
بطرف يدها لها أن تدخل وهي تنظر لصديقتها في امتعاض أن تلك العاملة الجاهلة محدودة
الفهم لا تفقه ما قالت..
نظرت لصديقتها وقالت
Que voulez
vous boire
نفخت صافي في ملل وقالت
La même chose
بدورها نظرت لزبيدة وقالت لها في تعال فاق الحد
Uanutre cafè
ثم التفتت لصافي مرة أخري لتتابع حديثها المشوق ولكنها بعد
ثانيتين التفتت بعينين متقدتين كالجمر لزبيدة التي ظلت في مكانها لا تحرك ساكنا..فهزت
رأسها يمينا ويسارا من فرط غباء العاملة وقالت لها :
-
ما تتحركي يابنتي ..قولي لاسماعيل يجيب واحدة قهوة من
غير سكر هنا..
ارتعشت قدميها مع نبرة الحدة في صوت مديرتها،ولكنها
تظاهرت بالجمود والقوة وردت النظرة بنظرة أخري أكثر حدة ثم سارت بخطوات بطيئة رنانة بكعب حذائها السميك
وخطي منتظمة للمطبخ لتلقي لإسماعيل ما في جعبتها..
بعدما أغلق الباب من جديد، عادت هايا لتكمل الحديث المثير:
" أنا مش مصدقة بعد قصة الحب الطويلة دي كلها والحفلات
والهدايا ..كل ده كده مفيش؟ ..كل ده ويقتلها؟"
مطت صافي شفتيها للأمام ثم قالت : خلاص بقي يا هايا ..م
قلتلك كان عنده troubles obsessionnels compulsifs
نهايته..أنا
ملاحظاكي بتعاملي كل اللي هنا بطريقة والبنت دي بالذات بطريقة تانية خالص..
-هايا: قصدك زبيدة؟
-صافي: هو في غيرها.
-هايا: دي بنت معقدة وشايفة نفسها ..في ناس كده لازم
تدوسي عليهم فيرجعوا لحجمهم الطبيعي...هو ده الموضوع المهم اللي قاطعتيني عشانه
...؟
ثم شدت إلي صديقتها الحاسوب وقالت:
regarde
فالتفتت إليها صافي في عدم فهم : أبص علي إيه؟
ففتحت لها هايا صفحة فيسبوك لصور القتيلة قبل أن تصبح
قتيلة .. معرض صور، جابت أنحاء العالم..هدايا قيمة..لباس أنيق..وسيارة فاخرة..كلما
اشتري لها زوجها هدية سجلتها في منشور علي فيسبوك، كلما زارا مكانا سويا دوناه علي
فيسبوك وكأنه ألبوم أو جاليري صور وذكريات ..
فانفتحت عينا صافي عن آخرهما مع أخر صورة لذاك التمثال..
قطعة أثرية ثمينة وضع بجانبها صندوق هدايا فاخر موضوع بعناية في وضع التصوير بجوار
التمثال في وسط غرفة صالون شقة القتيلة الفاخرة..وامتلأت الغرفة بالبالونات ذات
اللون الروزي اللامع وشموع في أرجاء الغرفة في منظر يستجلب كل الذكريات الحالمة وتعليقات
الأحباء ومشاركات المئات وبين آلالاف الإعجابات ومئات المشاركات غاص المنشور في عشرات
الصفحات الشهيرة علي فيسبوك..ذاك المنشور بالذات ..
هو تمثال متوسط الحجم لبون روميه أو بينلوبي الطاهرة تقف
في خفر وحياء ممسكة بطرف فستانها الفضفاض الأنيق وأكمام الفستان تكشف جانبي
ذراعيها العاريين..تنظر بطرف عينيها إلي الجانب، ربما خائفة أو متوترة ..لم تعتاد
أن تقف كذلك علي مرأي الجميع يتأملها الملأ هكذا ..تقف بخوف وخجل ولسان حالها يقول
" لولا غيابك يا أوديسيوس طوال عشرين عاما بعد حرب طروادة، ما اضطررت أن أقف
موقفي هذا أعرض نفسي علي أعين العشاق الجائعة!"
بينلوبي زوجة أوديسيوس الإغريقية المخلصة التي انتظرت زوجها
عشرين عاما حتى يعود بعد
حرب طروادة، عشرون عاما ترفض الخطاب وتفتعل الحجج لتنتظر زوجها في صبر رغم محاولات
أثينا "إلهة الحكمة" ونصائحها المستمرة لها بضرورة الزواج أو حتى التفاوض مع الخاطبين، حتى هديت إلي حجة جديدة لتعطل فكرة الزواج بغير زوجها
أوديسيوس، ألا وهي أن تغزل كفنا لزوجها حتى تهدأ الأمور وأكدت أنها ستقرر بعد الإنتهاء من غزل
الكفن أي زوج ستختار، وظلت طيلة ثلاثة أعوام كلما تنتهي من حياكة جزء من الكفن، تقوم
بفكه وتعيد حياكته مرة أخري، حتى كشفت حيلتها خادمتها اللئيمة ميلانو، فاستعجلتها أثينا
وضغط عليها الخطاب أكثر، ولم ينقذها من هذا الضغط إلا أن عاد زوجها من الحرب
متنكرا في صورة شحاذ عجوز يغازلها ويتبادل معها الحديث، فاستسلمت لفكرة الزواج بآخر
أخيرا ووضعت شرطا صعب المراس ألا وهو أنه من يحصل علي قوس زوجها السابق ويضرب قوسا يعبر اثني عشر فأسا
ويجتاز ذاك الاختبار فستتزوجه، وخضع الخطاب للشرط حتي زوجها المتنكر، وفاز زوجها وقتل
الخطاب فور فوزه وأعلن لها عن هويته... لم تصدقه بينلوبي، وكي تختبر صدقه أمرت الخادمات
بنقل سرير غرفة نومها إلي مكان آخر بالقصر، فهاج وماج أوديسيوس وأخبرها أنها لا يمكنها أن تفعل
ذلك متعللا بأنه هو نفسه من صنع السرير ولا يمكن اقتلاعه من مكانه لأن أحد أرجل السرير
عبارة عن شجرة زيتون حية، فتأكدت بينلوبي أنه زوجها وعادت الأمور إلي مايرام في
مملكة أوديسيوس من جديد..
-إسماعيل: شفتي يا أستاذة اللي حصل؟
=زبيدة: أنا مش فاهمة حاجة..دم وبوليس..إيه الجو المكهرب
ده!
-إسماعيل: حاتم بيه ..الراجل صاحب الشقة اللي قصادنا
بيقولوا قتل مراته وبلغ عن نفسه.
=زبيدة: معقول؟؟ إزاي ده؟ ده أنا لسه شايفاهم...
قاطعها جرس هايا المتواصل.. يسرع إسماعيل في هلع متجها خارج
المطبخ في طريقه لمكتب هايا، بينما زبيدة واقفة مشدوهة من فرط الصدمة..
طرق الباب، دخل للغرفة وناول الضيفة القهوة وانحني بأدب وسأل
:" خدمة تاني يا هانم".. فردت هايا : " شكرا يا اسماعيل..روح
إنت"
تناولت الفنجان ونظرت لهايا بإنبهار
، ارتشفت رشفة بمعدل قطرة من الفنجان وقالت
Quelle beauté!!
هايا:
مش قادرة أصدق إن ممكن قصة حب حلوة وسعيدة تنتهي النهاية التعيسة دي.
صافي:
إنتي هتفضلي طول عمرك هوائية وأي حاجة تأثر فيكي.. مين قالك إن الناس بتنشر
الحقيقة علي صفحاتهم عالانستجرام أو الفيسبوك او غيره؟ .. الناس بتنشر اللي عايزينا
نصدقه يا هايا..
هايا:
Impossible!
كل الناس بتكدب يعني؟ صافي..ممكن يبقي في ناس كدابة..أو
بتبالغ ..أو غيره ..لكن مش شرط كلهم كدابين يعني.
اعتدلت
للوراء بعد رشفة أخري من الفنجان: طب هقولك علي حاجة..أنا من أسبوعين كنت بسمع بودكاست لواحد عامل خمس كتب عن السعادة .. اسمه
دان بوتنر..
ارتشفت رشفة أخري من الفنجان ثم قالت: عجبني كلامه أوي ف حتة إن عشان تحس بالسعادة مش كفاية إنك تحس بالعرفان وتقدر اللي عندك وخلاص..ده كويس، بس هيصبرك شوية وخلاص .. بس مش هتقدر تكمل سعيد مدة كبيرة..تمام زي بالظبط اللي عامل دايت نباتي.. الناس اللي بتقدر تكمل في اَي دايت مختلف عن الي اتعودوا عليه نسبتهم بين ٢-٣٪ والباقي مبيكملش سنتين..
التفتت لها هايا بفضول، فاستطردت الثانية:
ارتشفت رشفة أخري من الفنجان ثم قالت: عجبني كلامه أوي ف حتة إن عشان تحس بالسعادة مش كفاية إنك تحس بالعرفان وتقدر اللي عندك وخلاص..ده كويس، بس هيصبرك شوية وخلاص .. بس مش هتقدر تكمل سعيد مدة كبيرة..تمام زي بالظبط اللي عامل دايت نباتي.. الناس اللي بتقدر تكمل في اَي دايت مختلف عن الي اتعودوا عليه نسبتهم بين ٢-٣٪ والباقي مبيكملش سنتين..
التفتت لها هايا بفضول، فاستطردت الثانية:
بيقولك عشان تبقي سعيدة ..ظبطي البيئة من حواليكي..الأماكن
اللي بتروحيها والنَّاس اللي بتشوفيها والحاجات اللي متعودة تعمليها..يعني روحي
أماكن مشمسة .. أو أماكن فيها جبال او أماكن فيها ميه..عومي
أو اركبي عجل..
أو اركبي عجل..
نظرت
للسقف وهي تحاول تذكر نص ما قال الكاتب، ثم عادت بناظريها لهايا وقالت:
و...تواصلي مع ناس وجها لوجه ..كده يعني.. وقال ان متوسط أعمار الناس في البلاد اللي زارها وسكانها بيشتغلوا في الديكور والأعمال الفنية أعلي وطبيعتهم أسعد من الناس اللي بتشتغل علي الأجهزة الالكترونية ومببتواصلش مع الناس ..وقال إنه لازم علي الأقل نتواصل مع ناس حقيقية وجها لوجه سبع ساعات يوميا..
و...تواصلي مع ناس وجها لوجه ..كده يعني.. وقال ان متوسط أعمار الناس في البلاد اللي زارها وسكانها بيشتغلوا في الديكور والأعمال الفنية أعلي وطبيعتهم أسعد من الناس اللي بتشتغل علي الأجهزة الالكترونية ومببتواصلش مع الناس ..وقال إنه لازم علي الأقل نتواصل مع ناس حقيقية وجها لوجه سبع ساعات يوميا..
قاطعتها
هايا: طب م أحنا بنتواصل مع ناس حقيقية أكتر من سبع ساعات، وحاجة آخر كفر يعني..لا
إله إلا الله!
قهقهت صافي واستطردت: بيقولك كمان إن المهاجرين اللي جايين من بلاد غير سعيدة في افريقيا وآسيا عاشوا أسعد لما هاجروا لبلاد سعيدة زي كندا رغم انهم مغيروش اي حاجة ف تفاصيل حياتهم غير إنهم غيروا البيئة المحيطة بيهم..
قهقهت صافي واستطردت: بيقولك كمان إن المهاجرين اللي جايين من بلاد غير سعيدة في افريقيا وآسيا عاشوا أسعد لما هاجروا لبلاد سعيدة زي كندا رغم انهم مغيروش اي حاجة ف تفاصيل حياتهم غير إنهم غيروا البيئة المحيطة بيهم..
هايا:
So what!
صافي: لحد دلوقتي الكلام اللي بيقولوا نظريا شبه كلام كتير أوي الواحد بيشوفوا وبيقراه ع السوشيال ميديا يوميا قياسا علي بوستات زي
اختار الناس اللي حواليك.. اقطع علاقتك باللي يؤذيك.. ابعد عن اصحاب الطاقة السلبية.
هايا:
فعلا ..كتروا أوي!
صافي: المهم أنا بقالي فترة كده كل ما اسمع كلام من حد جديد أدور علي البيوجرافي بتاعته واشوفه بيطبق اللي بيقولهولنا ولا لأ..يعني علي الأقل حياته "بالذات الاجتماعية" عاملة ازاي..ولما دورت لقيت الراجل اخر علاقة اجتماعية او عاطفية في حياته انتهت من سنة ٢٠٠٩ ..يعني من حوالي تسع سنين...
يعني الراجل اللي بينصحنا وبيحط أيدينا علي قواعد السعادة أصلا رحالة و عايش وحيد ومفتكرش انه حياته الغير مستقرة من مكان لمكان دي بتسمح له يتواصل مع ناس حقيقية وجها لوجه السبع ساعات اللي بيقول عليهم
اللي هو م تقول لنفسك يا عمو!..
عمليا أشطر الناس في إسداء النصائح هم أفشلهم في تطبيقها.. زي م بيقولوا كده " باب النجار مخلع".
صافي: المهم أنا بقالي فترة كده كل ما اسمع كلام من حد جديد أدور علي البيوجرافي بتاعته واشوفه بيطبق اللي بيقولهولنا ولا لأ..يعني علي الأقل حياته "بالذات الاجتماعية" عاملة ازاي..ولما دورت لقيت الراجل اخر علاقة اجتماعية او عاطفية في حياته انتهت من سنة ٢٠٠٩ ..يعني من حوالي تسع سنين...
يعني الراجل اللي بينصحنا وبيحط أيدينا علي قواعد السعادة أصلا رحالة و عايش وحيد ومفتكرش انه حياته الغير مستقرة من مكان لمكان دي بتسمح له يتواصل مع ناس حقيقية وجها لوجه السبع ساعات اللي بيقول عليهم
اللي هو م تقول لنفسك يا عمو!..
عمليا أشطر الناس في إسداء النصائح هم أفشلهم في تطبيقها.. زي م بيقولوا كده " باب النجار مخلع".
مطت
هايا شفتيها للأمام في غير موافقة: وإنتي ليه بتحكمي علي حد من حياته الإجتماعية؟
صافي:
أنا مبحكمش عليه..أنا بقولك إن هو بيديني نصيحة في المطلق وممكن جدا جدا متناسبنيش
..لإن ستايل حياتي غيره..مينفعش أطبق اللي بيقوله عمياني..وإلا حياتي تنتهي زيه
..رحالة ..مشهور آه بس وحيد..أو معندوش حياة إجتماعية شبه حياة أغلبنا..جايز هو
سعيد باللي حققه..لكن مش شرط ابقي أنا كمان سعيدة لو عملت زيه..
هايا:
المهم يعني ده إيه علاقته بالبوست بتاع الراجل اللي قتل مراته؟
صافي:
علاقته ..إن إحنا منصدقش لسان الناس وصورهم..إحنا نصدق أحوالهم..
هايا:
يا ستي ولا أحوالهم ولا غيره
Pas mon affaire!
صافي:
دلوقتي بتقولي ملناش دعوة؟
هايا: قصدك
تقولي إني حسدتهم يعني؟
صافي: لا
..أنا بقولك إن ممكن اللي بيسعدهم أو اللي بتشوفيه من حياتهم ، لو إنتي جربتيه
ميسعدكيش..
هايا:
وهو حد يجيله تمثال بون روميه وميبقاش سعيد؟ حد يجيله الحاجات دي كلها وميبقاش
فرحان؟ حد يسافر كل الأماكن دي حول العالم وميبقاش مبسوط؟
صافي:
يا ستي م هو في الاخر قتلها..كنت تحبي تبقي مكانها؟
سكتت
هايا قليلا ثم انبعجت في مكانها حتي آخر اليوم..
وهكذا انطوي
يوم جديد من أيام العمل وعادت زبيدة للبيت، هدوء علي غير العادة ، الوجوه مكفهرة ...واضح
أن البيت كان في حالة عراك أو شجار قبيل دخولها..
أخوها قاطب
الجبين والأب يستتر وجهه خلف كفيه والأم براحة يديها تربت علي كتف الأب تواسيه.
-زبيدة:
إيه اللي حصل؟ في حد مات؟
=
الأم: خشي يا زبيدة..غيري هدومك وشوفي حالك وبعدين نتكلم.
-زبيدة
في إصرار: مش هدخل الا م اعرف في إيه؟ في إيه يا جماعة؟ في إيه يا بابا؟ في إيه يا
حسام؟ إيه اللي حصل؟
لم يرد
عليها أحد.. ازدادت ثورتها فصرخت بصوت أعلي به بحة تبعث التوتر، فقالت: م تردوا
علي ..إيه اللي حصل ..حرام عليكم؟
رد
الأب ووجهه في الأرض بصوت متوتر خفيض يكاد يغلب عليه البكاء:" أخوكي..أخوكي
حسام .."
قالها
وانهار في البكاء..وكانت أول مرة تري زبيدة أباها يبكي .
#ShamaAHelmy

Comments