Skip to main content

رواية #زبيدة الفصل الثاني.. أثينا!



بخطي مرتعدة دلفت إلي المكتب، حركة غير مسبوقة سطت علي المكان، رغم أن الجميع يحاول التظاهر بالتماسك و الإنهماك في العمل وكأن شيئا لم يكن، بعينين مترقبتين تجوب المكان تابعت خطواتها ببطء ، حتي أتاها صوت "إسماعيل" فتي المكتب أو " الأوفيس بوي" فصرخ في هلع من خلفها :" فينك يا أستاذة زبيدة؟ مدام هايا سألت عليكي ستوميت مرة؟"
قبل أن ترد لاحقها بالرد:" خشي خشي بسرعة ، وخللي بالك مدام صافي معاها من الصبح..يوم ما يعلم بيه إلا ربنا!"
مدام صافي لمن لا يعرفها صديقة هايا الصدوق منذ سنين الطفولة في مدرسة الراهبات، لها تأثير السحر علي آراء هايا واختياراتها وطريقة تفكيرها، ربما لجأت إليها هايا فيما لم تلجأ فيه لوالدتها أو أختها الكبري كاميليا..حتي زوجيهما صديقان بالأمر..بأمر صافي تحديدا..
العجيب أنه منذ سنوات قليلة ارتبكت علاقة الصديقتين قليلا بعدما ارتدت صافي الحجاب، كانتا دائمتا الشجار والغضب إلا أن ارتدت هايا الحجاب أيضا بعد أشهر من ارتداء صافي الحجاب ثم خلعته بعدها بعام، فقط هي لم تستطع أن تفتعل شيئا هي غير مقتنعة به تماما فقط لترضي صديقتها، هي فقط انتظرت لما عادت علاقتهما لسابق عهدها ثم خلعته واتفقتا أن تنحيا هذا الأمر جانبا، ولا داع لأن تكون لإحداهما تأثير علي الأخري في ذاك الشأن... واستمر ذلك لسنوات وسنوات ربما ظاهريا فقط ..
طرقت زبيدة الباب عدة طرقات خفيفة قبل أن تفتح باب الغرفة المكيفة للمكتب الأنيق العريض..همهمت بكلمات مثل صباح الخير أو شيئا من ذاك القبيل، أتاها صوت هايا المتكئة خلف المكتب بنظراتها الحادة ..شعرها البني الطويل يتدلي علي كتفيها النصف عاريين ، سروال جينز غامق وحذاء ذو كعب رفيع ، لا تعلم زبيدة من أين لها أن تمشي بذاك الكعب المتناهي الدقة علي الأرض! يهيأ لها أنها لو ارتدت مثل ذاك الحذاء يوما ستسير كرائد فضاء يسير بخفة وتؤدة علي سطح قمر لضعف الجاذبية أو خوفا أن يحدث ندوبا علي سطح القمر..بساق فوق ساق وبلهجة آمرة وصوت من طرف الأنف قالت لها بعد أن صرفت ناظريها لصديقتها الجالسة أمامها ذات الملابس الأنيقة والعطر النفاذ واكسسوارات بسيطة ورتوش من المساحيق
Entrer-
،تسمرت زبيدة مكانها لا تعلم أتدخل أم عليها الخروج ...نظرت لها في بلاهة، ولكنها حافظت علي ثباتها، ثبات العارف الواثق بشفاه معوجة إلي اليسار قليلا وإحدي كفيها يطوق طرف خاصرها وحاجب مرفوع لأعلي ..فأشارت هايا بطرف يدها لها أن تدخل وهي تنظر لصديقتها في امتعاض أن تلك العاملة الجاهلة محدودة الفهم لا تفقه ما قالت..
نظرت لصديقتها وقالت
Que voulez vous boire
نفخت صافي في ملل وقالت
La même chose
بدورها نظرت لزبيدة وقالت لها في تعال فاق الحد
Uanutre cafè
ثم التفتت لصافي مرة أخري لتتابع حديثها المشوق ولكنها بعد ثانيتين التفتت بعينين متقدتين كالجمر لزبيدة التي ظلت في مكانها لا تحرك ساكنا..فهزت رأسها يمينا ويسارا من فرط غباء العاملة وقالت لها :
-      ما تتحركي يابنتي ..قولي لاسماعيل يجيب واحدة قهوة من غير سكر هنا..
ارتعشت قدميها مع نبرة الحدة في صوت مديرتها،ولكنها تظاهرت بالجمود والقوة وردت النظرة بنظرة أخري أكثر حدة  ثم سارت بخطوات بطيئة رنانة بكعب حذائها السميك وخطي منتظمة للمطبخ لتلقي لإسماعيل ما في جعبتها..
بعدما أغلق الباب من جديد، عادت هايا لتكمل الحديث المثير:
" أنا مش مصدقة بعد قصة الحب الطويلة دي كلها والحفلات والهدايا ..كل ده كده مفيش؟ ..كل ده ويقتلها؟"
مطت صافي شفتيها للأمام ثم قالت : خلاص بقي يا هايا ..م قلتلك كان عنده troubles obsessionnels compulsifs
 نهايته..أنا ملاحظاكي بتعاملي كل اللي هنا بطريقة والبنت دي بالذات بطريقة تانية خالص..
-هايا: قصدك زبيدة؟
-صافي: هو في غيرها.
-هايا: دي بنت معقدة وشايفة نفسها ..في ناس كده لازم تدوسي عليهم فيرجعوا لحجمهم الطبيعي...هو ده الموضوع المهم اللي قاطعتيني عشانه ...؟
ثم شدت إلي صديقتها الحاسوب وقالت:
regarde
فالتفتت إليها صافي في عدم فهم : أبص علي إيه؟
ففتحت لها هايا صفحة فيسبوك لصور القتيلة قبل أن تصبح قتيلة .. معرض صور، جابت أنحاء العالم..هدايا قيمة..لباس أنيق..وسيارة فاخرة..كلما اشتري لها زوجها هدية سجلتها في منشور علي فيسبوك، كلما زارا مكانا سويا دوناه علي فيسبوك وكأنه ألبوم أو جاليري صور وذكريات ..
فانفتحت عينا صافي عن آخرهما مع أخر صورة لذاك التمثال.. قطعة أثرية ثمينة وضع بجانبها صندوق هدايا فاخر موضوع بعناية في وضع التصوير بجوار التمثال في وسط غرفة صالون شقة القتيلة الفاخرة..وامتلأت الغرفة بالبالونات ذات اللون الروزي اللامع وشموع في أرجاء الغرفة في منظر يستجلب كل الذكريات الحالمة وتعليقات الأحباء ومشاركات المئات وبين آلالاف الإعجابات ومئات المشاركات غاص المنشور في عشرات الصفحات الشهيرة علي فيسبوك..ذاك المنشور بالذات ..

هو تمثال متوسط الحجم لبون روميه أو بينلوبي الطاهرة تقف في خفر وحياء ممسكة بطرف فستانها الفضفاض الأنيق وأكمام الفستان تكشف جانبي ذراعيها العاريين..تنظر بطرف عينيها إلي الجانب، ربما خائفة أو متوترة ..لم تعتاد أن تقف كذلك علي مرأي الجميع يتأملها الملأ هكذا ..تقف بخوف وخجل ولسان حالها يقول " لولا غيابك يا أوديسيوس طوال عشرين عاما بعد حرب طروادة، ما اضطررت أن أقف موقفي هذا أعرض نفسي علي أعين العشاق الجائعة!"
بينلوبي زوجة أوديسيوس الإغريقية المخلصة التي انتظرت زوجها عشرين عاما حتى يعود بعد حرب طروادة، عشرون عاما ترفض الخطاب وتفتعل الحجج لتنتظر زوجها في صبر رغم محاولات أثينا "إلهة الحكمة" ونصائحها المستمرة لها بضرورة الزواج أو حتى التفاوض مع الخاطبين، حتى هديت إلي حجة جديدة لتعطل فكرة الزواج بغير زوجها أوديسيوس، ألا وهي أن تغزل كفنا لزوجها حتى تهدأ الأمور وأكدت أنها ستقرر بعد الإنتهاء من غزل الكفن أي زوج ستختار، وظلت طيلة ثلاثة أعوام كلما تنتهي من حياكة جزء من الكفن، تقوم بفكه وتعيد حياكته مرة أخري، حتى كشفت حيلتها خادمتها اللئيمة ميلانو، فاستعجلتها أثينا وضغط عليها الخطاب أكثر، ولم ينقذها من هذا الضغط إلا أن عاد زوجها من الحرب متنكرا في صورة شحاذ عجوز يغازلها ويتبادل معها الحديث، فاستسلمت لفكرة الزواج بآخر أخيرا ووضعت شرطا صعب المراس ألا وهو أنه من يحصل علي  قوس زوجها السابق ويضرب قوسا يعبر اثني عشر فأسا ويجتاز ذاك الاختبار فستتزوجه، وخضع الخطاب للشرط حتي زوجها المتنكر، وفاز زوجها وقتل الخطاب فور فوزه وأعلن لها عن هويته... لم تصدقه بينلوبي، وكي تختبر صدقه أمرت الخادمات بنقل سرير غرفة نومها إلي مكان آخر بالقصر، فهاج  وماج أوديسيوس وأخبرها أنها لا يمكنها أن تفعل ذلك متعللا بأنه هو نفسه من صنع السرير ولا يمكن اقتلاعه من مكانه لأن أحد أرجل السرير عبارة عن شجرة زيتون حية، فتأكدت بينلوبي أنه زوجها وعادت الأمور إلي مايرام في مملكة أوديسيوس من جديد..

-إسماعيل: شفتي يا أستاذة اللي حصل؟
=زبيدة: أنا مش فاهمة حاجة..دم وبوليس..إيه الجو المكهرب ده!
-إسماعيل: حاتم بيه ..الراجل صاحب الشقة اللي قصادنا بيقولوا قتل مراته وبلغ عن نفسه.
=زبيدة: معقول؟؟ إزاي ده؟ ده أنا لسه شايفاهم...
قاطعها جرس هايا المتواصل.. يسرع إسماعيل في هلع متجها خارج المطبخ في طريقه لمكتب هايا، بينما زبيدة واقفة مشدوهة من فرط الصدمة..
طرق الباب، دخل للغرفة وناول الضيفة القهوة وانحني بأدب وسأل :" خدمة تاني يا هانم".. فردت هايا : " شكرا يا اسماعيل..روح إنت"
تناولت الفنجان ونظرت لهايا بإنبهار ، ارتشفت رشفة بمعدل قطرة من الفنجان وقالت
Quelle beauté!!
هايا: مش قادرة أصدق إن ممكن قصة حب حلوة وسعيدة تنتهي النهاية التعيسة دي.
صافي: إنتي هتفضلي طول عمرك هوائية وأي حاجة تأثر فيكي.. مين قالك إن الناس بتنشر الحقيقة علي صفحاتهم عالانستجرام أو الفيسبوك او غيره؟ .. الناس بتنشر اللي عايزينا نصدقه يا هايا..
هايا:
Impossible!
كل الناس بتكدب يعني؟ صافي..ممكن يبقي في ناس كدابة..أو بتبالغ ..أو غيره ..لكن مش شرط كلهم كدابين يعني.
اعتدلت للوراء بعد رشفة أخري من الفنجان: طب هقولك علي حاجة..أنا من أسبوعين كنت بسمع بودكاست لواحد عامل خمس كتب عن السعادة .. اسمه دان بوتنر..
ارتشفت رشفة أخري من الفنجان ثم قالت: عجبني كلامه أوي ف حتة إن عشان تحس بالسعادة مش كفاية إنك تحس بالعرفان وتقدر اللي عندك وخلاص..ده كويس، بس هيصبرك شوية وخلاص .. بس مش هتقدر تكمل سعيد مدة كبيرة..تمام زي بالظبط اللي عامل دايت نباتي.. الناس اللي بتقدر تكمل في اَي دايت مختلف عن الي اتعودوا عليه نسبتهم بين ٢-٣٪؜ والباقي مبيكملش سنتين..
التفتت لها هايا بفضول، فاستطردت الثانية:
بيقولك عشان تبقي سعيدة ..ظبطي البيئة من حواليكي..الأماكن اللي بتروحيها والنَّاس اللي بتشوفيها والحاجات اللي متعودة تعمليها..يعني روحي أماكن مشمسة .. أو أماكن فيها جبال او أماكن فيها ميه..عومي
أو اركبي عجل..
نظرت للسقف وهي تحاول تذكر نص ما قال الكاتب، ثم عادت بناظريها لهايا وقالت:
 و...تواصلي مع ناس وجها لوجه ..كده يعني.. وقال ان متوسط أعمار الناس في البلاد اللي زارها وسكانها بيشتغلوا في الديكور والأعمال الفنية أعلي وطبيعتهم أسعد من الناس اللي بتشتغل علي الأجهزة الالكترونية ومببتواصلش مع الناس ..وقال إنه لازم علي الأقل نتواصل مع ناس حقيقية وجها لوجه سبع ساعات يوميا..
قاطعتها هايا: طب م أحنا بنتواصل مع ناس حقيقية أكتر من سبع ساعات، وحاجة آخر كفر يعني..لا إله إلا الله!
قهقهت صافي واستطردت: بيقولك كمان إن المهاجرين اللي جايين من بلاد غير سعيدة في افريقيا وآسيا عاشوا أسعد لما هاجروا لبلاد سعيدة زي كندا رغم انهم مغيروش اي حاجة ف تفاصيل حياتهم غير إنهم غيروا البيئة المحيطة بيهم..
هايا:
So what!

صافي: لحد دلوقتي الكلام اللي بيقولوا نظريا شبه كلام كتير أوي الواحد بيشوفوا وبيقراه ع السوشيال ميديا يوميا قياسا علي بوستات زي
 
اختار الناس اللي حواليك.. اقطع علاقتك باللي يؤذيك.. ابعد عن اصحاب الطاقة السلبية.
هايا: فعلا ..كتروا أوي!
صافي: المهم أنا بقالي فترة كده كل ما اسمع كلام من حد جديد أدور علي البيوجرافي بتاعته واشوفه بيطبق اللي بيقولهولنا ولا لأ..يعني علي الأقل حياته "بالذات الاجتماعية" عاملة ازاي..ولما دورت لقيت الراجل اخر علاقة اجتماعية او عاطفية في حياته انتهت من سنة ٢٠٠٩ ..يعني من حوالي تسع سنين...
يعني الراجل اللي بينصحنا وبيحط أيدينا علي قواعد السعادة أصلا رحالة و عايش وحيد ومفتكرش انه حياته الغير مستقرة من مكان لمكان دي بتسمح له يتواصل مع ناس حقيقية وجها لوجه السبع ساعات اللي بيقول عليهم
اللي هو م تقول لنفسك يا عمو!..
عمليا أشطر الناس في إسداء النصائح هم أفشلهم في تطبيقها.. زي م بيقولوا كده " باب النجار مخلع".
مطت هايا شفتيها للأمام في غير موافقة: وإنتي ليه بتحكمي علي حد من حياته الإجتماعية؟
صافي: أنا مبحكمش عليه..أنا بقولك إن هو بيديني نصيحة في المطلق وممكن جدا جدا متناسبنيش ..لإن ستايل حياتي غيره..مينفعش أطبق اللي بيقوله عمياني..وإلا حياتي تنتهي زيه ..رحالة ..مشهور آه بس وحيد..أو معندوش حياة إجتماعية شبه حياة أغلبنا..جايز هو سعيد باللي حققه..لكن مش شرط ابقي أنا كمان سعيدة لو عملت زيه..
هايا: المهم يعني ده إيه علاقته بالبوست بتاع الراجل اللي قتل مراته؟
صافي: علاقته ..إن إحنا منصدقش لسان الناس وصورهم..إحنا نصدق أحوالهم..
هايا: يا ستي ولا أحوالهم ولا غيره
Pas mon affaire!

صافي: دلوقتي بتقولي ملناش دعوة؟
هايا: قصدك تقولي إني حسدتهم يعني؟
صافي: لا ..أنا بقولك إن ممكن اللي بيسعدهم أو اللي بتشوفيه من حياتهم ، لو إنتي جربتيه ميسعدكيش..
هايا: وهو حد يجيله تمثال بون روميه وميبقاش سعيد؟ حد يجيله الحاجات دي كلها وميبقاش فرحان؟ حد يسافر كل الأماكن دي حول العالم وميبقاش مبسوط؟
صافي: يا ستي م هو في الاخر قتلها..كنت تحبي تبقي مكانها؟
سكتت هايا قليلا ثم انبعجت في مكانها حتي آخر اليوم..
وهكذا انطوي يوم جديد من أيام العمل وعادت زبيدة للبيت، هدوء علي غير العادة ، الوجوه مكفهرة ...واضح أن البيت كان في حالة عراك أو شجار قبيل دخولها..
أخوها قاطب الجبين والأب يستتر وجهه خلف كفيه والأم براحة يديها تربت علي كتف الأب تواسيه.
-زبيدة: إيه اللي حصل؟ في حد مات؟
= الأم: خشي يا زبيدة..غيري هدومك وشوفي حالك وبعدين نتكلم.
-زبيدة في إصرار: مش هدخل الا م اعرف في إيه؟ في إيه يا جماعة؟ في إيه يا بابا؟ في إيه يا حسام؟ إيه اللي حصل؟
لم يرد عليها أحد.. ازدادت ثورتها فصرخت بصوت أعلي به بحة تبعث التوتر، فقالت: م تردوا علي ..إيه اللي حصل ..حرام عليكم؟
رد الأب ووجهه في الأرض بصوت متوتر خفيض يكاد يغلب عليه البكاء:" أخوكي..أخوكي حسام .."
قالها وانهار في البكاء..وكانت أول مرة تري زبيدة أباها يبكي .
#ShamaAHelmy

Comments

الأكثر قراءة

رواية زبيدة الفصل الرابع.. بناقص!

بناقص ------ ربما هو صباح يوم جديد، وربما كان نذير خير أن الدكتور حاتم جبريل وافق للوساطة بين عائلة زبيدة أو حسام وبين الدكتور سميح عبد المقصود تحت ضغط ابنته مريم صديقة زبيدة المقربة والمتيمة بحسام شقيق زبيدة والذي يصغرها بثلاثة أعوام كاملة !  من قال أن قصص الحب لها ناموس و ربما كان هذا الدافع الوحيد والخفي وراء موافقة مريم مساعدة زبيدة وعائلتها، الأمر يتعلق بمستقبل حسام بالكلية ناهيك عن أن سمعة سميح عبد المقصود كفيلة إن شابت أمرا فيظهر لك الطرف المظلوم دون تفكير، حبها لحسام كان دافعها، وكي تقنع أبيها بالفكرة كان الأمر يحتاج لبعض الدهاء والحيلة وتقديم المصلحة قبل كل شئ، فاستطاعت أن تقنع والدها أن مساعدة  حسام من باب تقديم السبت حتي يجدوا الأحد أمر لا خيار فيه، وإلا من -غير زبيدة- سيحول لهم الدولارات التي أرسلها عمها خالد بسعر أعلي من سعر البنك؟ ..   نعم كان هذا الاتفاق غير المكتوب بين مريم وزبيدة وبحكم عمل زبيدة في أحد شركات الصرافة العريقة بالطبع كان من السهل إقناع مدير الشركة بشراء واستبدال الدولارات مقابل حفنة إضافية من الجنيهات ولم ي...

جارتي تاجرة الحشيش..قصة قصيرة

لم تعد تحت طائلة القانون حتي و إن كانت تاجرة حشيش بحكم قانون الولاية التي نعيش فيها ، قوانين عجيبة تبيح الإتجار  بالمخدرات وترخص المجون و الفحش..وأصبح كل منا علي الأقل لديه جار شاذ جنسيا أو يتجر بالمخدرات..لن ألوم قوانين التعايش . كانت ضخمة الجثة ..لها هيبة ..صوتها كصرير الباب في أذني ..السجائر في فمها كالعلكة في فم فتاة تعشق السكاكر..عبارات السب و اللعن تجري علي لسانها كما يجري اللعاب..طيلة عامين لم تبادلني التحية ولم ترفع عينها لعيني وكأني "بحجابي" كومة قمامة! وطالما هذا هو الحال ..فلم أبادر أبدا بإلقاء التحية أو ما شابه من عبارات " صباح الخير" و" مساء الخير" المعهوده بين جيران البناية..وكأننا اتفقنا ألا نتفق ..وبمرور الوقت صار خوفي منها في زياده خصوصا بعدما رددت جارتي الأوروبية أن جارتنا هذه من الأمريكان العنصريين المتغطرسين وتفتقر للذوق ، حيث أمرت بناتها بالإنصراف عن بنات الأوروبية" التي تتحدث الإنجليزية الركيكة" لأنهما ليستا أمريكيتان مثل بناتها ..هكذا نهرت الفتاتين أمام أمهما دون أن يرمش لها جفن..ناهيك عن زوار الليل كل مساء أمام...

الفصل الثاني من روايتي " كرمالك"

الرواية كاملة رابط الرواية كاملة من هنا جلست نورا ولم تلمح نظرات الفزع والرعب المسددة نحوها من قِبَل ميشال.. السيدة الفرنسية تشعر بالرعب والهلع ما إن جلست بجوارها تلك الشابة ذات الغطاء الأخضرعلي رأسها..ألوان زيها صريحة وجريئة مما يدل علي أن هذه الشابة جريئة ولا تعرف للخوف طريقا..  ميشال خبيرة في الأزياء بحكم عملها وتعلم أنه ثمة علاقة خفية بين ما يرتديه المرء وما يفكر به.. وتجزم أن هناك خط واصل بين ما يلبسه المرء و الطريقة التي يتصرف بها بحسب طباعه وما يؤمن به.. هكذا تعلمت ميشال وهكذا تفكر.. وهكذا ازداد رعبها من تلك الشابة التي ستظل رفيقة رحلتها الطويلة من مصر إلي فرنسا. يا إلهي.. خمس ساعات من الخوف والترقب.. ربما ترتدي تلك الفتاة حزاما ناسفا تحت تلك التنورة الطويلة وربما أخرجت مسدسا من جيب سترتها الجانبي لتطلب من الجميع أن يشهروا إسلامهم أو يُقتَلون..هذا فوق الإحتمال!.. آخ لو كان لديك سيناريو معين أو فكرة مسبقة عن شئ ما ، حتما ستجد عقلك بكل الوسائل وبلا وعي يؤكد لك الفكرة ويصنع مشاهد وحكايات وربما مواقف كي تؤكد ظنونك وتسترسل في أفكارك حتي لو لم تكن أفكارا لها أي أساس من...

الفصل الأول والثاني من روايتي " كرمالك"

كِرمَالك رابط الرواية كاملة من هنا الرواية كاملة علي كندل و تطبيق كندل رابط الرواية كاملة من هنا إهداء إلي روح أبي الغالي..أحبائي زوجي الغالي وأولادي وأمي الحبيبة .. كل من علمني وكل من ألهمني ساهم في كتابة هذه الكلمات ورتب معي السطور والحكايات.. الرواية المقدمة إليكم قد تتشاب ه فيها الأحداث والأشخاص والأماكن بالحقيقة..فقط أردت أن تبدو حقيقية قدر المستطاع، وكل ما ابتغي أن أقوله.. مهلا لكل من ترك دينه وهويته وولي..مهلا لكل من يتشكك في ربه بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير .. شكر خاص صديقتي نبال سمارة ، سارة محمود الفهرس 1- مطار القاهرة. 2-الإرهابية.. 3-مرآة المستقبل. 4-لا آكل الخنازير. 5-عقدة الإنجليزية. 6-توحدي. 7-العما بعيونك... 8- سألوني عن حجابي 9- تزوج طفله! 10-هذا رجلي 11-ديما 12-صدفة 13-كرمالك 14-كندرجارتن 15-أحبك 16-سيفيك بلازا 17-حادثة أورلاندو 18-ورود الود 19-أحمر شفاه 20-الزوج المفقود 21-هل أنت داعشية؟ 22-القيثارة 23-بلا ولا شيء 24-أنت صلعاء 25-أبغض ا...

طارق الندي " قصه قصيره". رومانسيات ، فانتازيا

طارق الندي"فانتزيا" فبراير   2008 أفتقدك يا طارق ..مر زمن طويل ولم تلتقِ أعيننا ولم تسمع أذناي لحن صوتك..نعم لصوتك نغم في أذني وله وقع في نفسي يحكي لي قصة عتاب طويل ..أتذكر حين قابلتك أول مره ونحن بالصف الأول بالجامعه ؟ أتذكر كيف كنت تحاول لفت إنتباهي وتتنظر أيما فرصه كي تتجاذب أطراف الحديث معي. ولا أعلم وقتها لِم لَم ألق لك بالا وحتي شهور لا أفهم لم كنت ترتبك وتتصبب حبات العرق عن جبينك لو رأيتني أمام ناظريك ..كنت أستغربك حينا وأتلذذ بإضطرابك حينا. أتذكر يوم ظهور النتيجة بعد إمتحان نصف العام ؟ كم جذب إنتباهي ثقتك بنفسك وانت تخبرني أن تقديرك العام جيد جدا بينما أنا أخبرك و أنا أولول علي نتيجتي ذات التقدير المتواضع كم شعرت وقتها اني ضئيله صغيره أو ربما قزم بُعث أمام العملاق الكبير ليقص عليه حكاية المساء ويذهب في خفر وحياء بعدما علم أن العملاق لم يعد مهتما لأمره . لم أكن لأقبل منك عبارات المجامله السمجه التي ألقيتها علي مسامعي وقتها ..لم أكن لأقبل شفقتك وعبارة " إن شاء الله تقديرك المره الجايه يبقي أعلي ...انتبهي إنت بس". من أنت لتنبهني لأنتبه ؟ أو تع...

لا تكتئب من فضلك!"عن الاكتئاب تقنيات وحلول".

"هل ستؤدي بي الأمومة للطبيب النفسي؟" قالتها السيدة نانسي، التي تعاني من الاكتئاب الحاد لطبيبها النفسي د. ديفيد بيرن، في أولى جلساتها معه.. فسألها الدكتور بيرن: "ما شكواكِ؟"، فقالت: "أنا أُم سيئة! أنا لا أستحق أن أكون أُماً من الأساس!". فسألها بيرن: "ولِمَ؟"، فقالت: "ابني درجاته متدنية جداً وأنا السبب.. أنا أُهمله". فسألها بيرن: "وما تعريفك للأم السيئة؟". فقالت: "الأم التي تمارس العنف ضد أطفالها". فقال: "وهل تمارسين العنف ضد ابنك؟". فردّت نانسي: "بالطبع لا"، فقال الطبيب: "إذن لِمَ تصفين نفسك بذلك؟". فقالت: "لأنني.. لا أعرف.. ربما شعوري بالعجز والتقصير هو ما يُملي عليَّ ذلك". فقال: "فلنتفق إذن على أنه ليس هناك شيء اسمه أم سيئة، أما الأمهات اللاتي يمارسن العنف ضد أطفالهن فلديهن مشاكل أخرى، فلنقُل إنك أُم مقصرة وفي الحقيقة الكل مقصر.. الجميع ينقصه شيء ما.. أو فلنقُل الجميع يجتهد"، فقالت: "لست مجتهدة بما يكفي"، فسألها: "ألا تعدين له الطعام يومياً...

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك ..احرقيه

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك..احرقيه! تابَعت خبر زواجه بإهتمام وهي التي اتخذته رفيقا لها لتسع أعوام تخللتها علاقات عابره مع رجال آخرين، ولما قرر هو الزواج اتخذ لنفسه زوجه محبه مخلصه أخري  بينما اكتفي برساله صوتيه لها يخبرها بموعد الزفاف وطلب منها حضور الحفل كأشبينه لعروسه، الأمر الذي فجر غضبها وجعلها علي أهبة الاستعداد لتدمير هذا الحفل وهذا الزواج بكل طريقة ممكنه .. وبعد محاولات مستميه للوقيعه بين العروسين باءت كل محاولاتها بالفشل ..فما كان منها إلا إن استسلمت للقدر و اعترفت بخطأها وباركت الزواج في النهايه ..المفارقه العجيبه هنا أنه لم يشك أحدهم أبدا في نوايا جوليان أو  " جوليا روبرتس" الصديقه المخلصه لمايكل أو "ديرموت مولروني" ولم يكتشف أحدهم ألاعيبها الدنيئه لإنهاء زيجة صديقها من حبيبته الجديده كيمي أو " كاميرون دياز" في فيلم " زواج صديقي العزيز" أو My Best friend’s wedding هذا الفيلم الذي عرض في التسعينات من القرن الماضي ولقي نجاحا ساحقا والفيلم يعكس لنا واقع نعيشه الآن والذي أصبح أسهل مع إنتشار و رواج الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي ...