Skip to main content

رواية زبيدة الفصل الأول.. "ايموشن آه يا لئيمة"





إهداء إلي أعمارنا التي ضاعت بحثا عن ما لا نستطيع!
شامة حلمي عمران 







عشرينية.. فلنقل أنها نصف محجبة ..بنطال ضيق وحجاب قصير انتصف عند نصف 
الرأس وخرجت منه خصيلات من شعرها الأسود النائح،عينان بلون العسل، أنف دقيق.. بشرتها سمراء تميل للحمرة أو ربما رتوش ميكب خفيف مع أحمر شفاهها الداكن الجرئ..
ليست خليعة وإنما جريئة، نبرة صوتها حادة وقوية، إن لزم الأمر قد تبصق علي الأرض في خشونة مثل الرجال أو تسب أحد المتحرشين دون خوف لو اختلس منها لمسة أو نظرة إن اضطرت أن تركب في عربة الرجال " أو البغال" كما كانت تقولها دائما في ازدرداء كلما اضطرت لركوبها في ذاك المترو اللعين.
دائما ما تستقل عربة السيدات " أو السيئات" بحسب قولها ..علي الأقل زحمة النساء داخل العربة كالعجين قبيل خبزه أهون من هؤلاء الزومبيز في عربة الرجال.
"يادي الزفت ع الصبح ..نسيت اشحن الموبايل!" قالتها بضيق بصوت مسموع، التفتت إليها بعض الوجوه الساخطة فنظرت حولها وتراجعت خطوة إلي الوراء وجلست علي أرض الترام في استسلام وترقب...
فراغ ، لا شئ يمكنها أن تفعله إلا استراق السمع لتلك الأحاديث الجانبية والضحكات المتناثرة هنا وهناك، شنفت أذنها لذاك الحديث الشيق :
-يا طنط أنا نفسي يفهموني، أنا مش طماعة ولا باصة لعيشة غيري أنا عاوزة افرش شقتي كويس عشان تعيش ..إيه الفايدة أروح اجيب حاجات سوقي واصرف أضعاف تمنها تصليح وتجديد بعد كده؟
= منا فاهمة يا سها....بس مش لازم كله سينييه وكل اللي نشتريه يبقي لازم من المحل الفلاني والماركة العلانية...كل ده أسماء بيتاجروا بيها ..المعقول يا روحي ..المعقول يا حبيبة خالتك.
-يا خالتو إنتي عاوزاني ابقي أقل واحدة في العيلة يعني؟ عاوزة كل الناس تمسك سيرتي ويقولوا جهازها عرة وأقل من جهاز فلانة وحاجتها مش زي حاجة علانة؟
=آه ..قولي كدة بقي..الموضوع مش موضوع حاجة تعيش.. الموضوع أنا عاوزة زي فلانة وزي ترتانة؟
-يا خالتو..متفهمنيش غلط ..مش أنا لوحدي اللي كده ..كل البنات كده..وأنا  مبطلبش حاجة حرام ولا عيب يعني.
= اسمعي يا سها يا بنتي..اللي يبص لعيشة غيره تحرم عليه عيشته..
سها تشيح بوجهها بعيدا عن وجه خالتها مريم، لم يعجبها الكلام ..
فاقتربت الخالة من ابنة اختها أكثر وقالت لها بصوت رصين:
= لو فضلتي طول عمرك عايشة بمبدأ المقارنة مع غيرك، مش هيملي عينك مال قارون ولا في حاجة هتسعد قلبك أبدا حبيبتي...عشان دايما هتحسي إن في حد تاني عنده أحسن ..في حد غيرك أسعد ..هتبقي دايما حاسة بالنقص من اللي حواليكي..هتتعبي يا سها ..هتتعبي يا ماما.
زفرت سها في ملل ولم تنظر إلي خالتها، فاستطردت الخالة تسديها النصيحة المخلصة:
= إنتي فكرك كل الناس أصحاب العربيات والفلل الشيك دول سعدا؟
ابتسمت سها في استهزاء وهزت رأسها توكيدا:
-أكيد طبعا سعدا ..علي الأقل الرفاهية اللي عايشين فيها بتعوضهم عن تعاستهم ده إذا كان عندهم تعاسة أصلا..خالتو..خالتو بقولك إيه ..بلاش كلام المسلسلات يا خالتوده الله يرضي عليكي.. الحتة دي كانت في مسلسل الأسطورة صح؟ قولي كلام منطقي كده يدخل الدماغ...
= أنا معنديش كلام منطقي يا سها ..أنا عندي أحاسيس منطقية..الحياة اللي إحنا عايشين فيها دي حياة مش أبدية..وعشان مش أبدية لازم تكون ناقصة ومحتاجة مكملات ..والحاجات الكويسة اللي بنلاقيها في سكتنا دي مصبرات ..حاجات مؤقتة ومش دايمة ..ساعات بتفرحنا..وساعات بتبقي سبب في تعاسة أكبر لينا.
هزت سها رأسها يمينا ويسارا في نفي : مش حقيقي.
فاستكملت الخالة: لا حقيقي..فاكرة أونكلك أبو اليزيد؟
ضيقت عينيها في محاولة بائسة لتذكر فلان المذكور..ورفعت حاجبا وهزت رأسها في نفي وقالت: مين أبو اليزيد؟
الخالة: أونكل أبو اليزيد جار عمك ..الراجل الغني أوي ده من عيلة الشاذلي؟
ففغرت فاها وقالت :آآآآآه ..افتكرته..الراجل ده اللي كان كل كام شهر يتجوز واحدة جديدة؟ يا خالتو ..يا خالتو ..إنتي ملقتيش إلا المثال ده..ده راجل عايش حياته بالطول وبالعرض ..قال أونكل أبو اليزيد قال.
فردت الخالة: كان بيتجوز واحدة ورا التانية عشان مفيش واحدة استحملت تقف جنبه في مرضه..الراجل ده كان عنده مرض مناعي في المخ..وكان بيتعالج بره ..ومكنش فيه أدوية جايبة نتيجة..ورغم فلوسه دي كلها مكنش في حد حقيقي بيحبه ولا حد يقف جنبه في مرضه ..ومات وحيد..
أطرقت سها برأسها ناظرة إلي قدميها ..ظهر عليها التأثر لوهلة ..ربما أحست بالندم أو الرغبة في مراجعة النفس..ثم نظرت إلي الخالة وقالت:
بس أنا اسمع إنه كان موضب بيته حلو أوي ..النجف كريستال والسجاد شيرازي ..حتي كراسي الجنينة بتاعته من خشب البامبو الأصلي الغالي..بابا مره راح زاره ..الأنتريه خشبه متزين بالصدف وفازات خزف بطول الحيطة، والسفرة كبييييرة مكنش ليها رجلين زي السفر العادية ..دي كانت معمولة كإنها سفرة طويلة وشايلها تماثيل علي شكل عبيد ..
فقاطعتها الخالة: ومحكالكيش ع الحمام اللي عمل حنفياته من الفضة وسلالم مرمر تنزله لحد البانيو اللي فيه جاكوزي ؟
سها نظرت لخالتها بإبتسامة عريضة كفج عميق بين الأذنين وقالت:
أهو يا خالتو ..أهو اللي بقوله؟ شفتي بقولك إنه كان عايش حياته أهو بالطول والعرض..إيه المشكلة يعني في حبة عيا ملقاش حد يقف جنبه وقتها ..هو فلوسه مخلياه محتاج حد؟
فأومأت الخالة برأسها وقالت: وبابا محكالكيش إن الحمام اللي بيحكوا عنه ده هو نفس ذات الحمام اللي كان صاحبه بيخاف ينزل يستحمي في البانيو بتاعه؟
قطبت سها جبينها في استغراب وعدم فهم ونظرت لخالتها في تساؤل..فاستطردت الخالة: آه كان بيخاف ينزل يستحمي في البانيو أبو مرمر ليموت فمحدش يحس بيه.
احمرت وجنتيها شديدة البياض وأشاحت بوجهها إلي النافذة والخالة تطعنها بنظرات اللوم والحسرة ..وأكملت: ليه متقوليش إن ربنا إداله فلوسه دي عشان يعرف يعالج بيها نفسه ويشتري اللي يقف جنبه ..ويعوض اللي ناقصه؟ لو إنتي كنتي مكانه ..كنتي تتمني تعيي زيه وبفلوسك تشتري اللي يسأل عليكي؟
ضاقت عيناها الخضراوين وهي مطرقة الرأس لأسفل وغمغمت : محدش يا خالتو يحب يبقي مكان حد..بس ليه الواحد يحصر تفكيره إن طالما غني يبقي لازم ربنا باليني بحاجة.. م في ناس كتير مبسوطة ومش ناقصها حاجة..ليه مبقاش من دول؟
فتنهدت الخالة في نفاد صبر: ومين قالك إن في ناس مبسوطة ومش ناقصها حاجة؟ كلنا عندنا حاجات وفي حاجات تانية إحنا محرومين منها ..الفكرة إنك طول الوقت تبقي مركزة علي اللي عندك وتحمدي ربنا عليه وتنسي اللي ناقصك .. تنطشيه عشان تقدري تستمتعي بحياتك يا سها..غير كده هتعيشي طول عمرك مش راضية عن حالك..الرضا لمن يرضي يا بنتي.
بدأت القاطرة تخفف من أحمال البشر عليها فظهرت ملامح قاطرة الترام ..كراسيها المتهالكة ، وحوائطها التي زينتها الحروف ..حروف كلمات ، ربما أسماء وقلوب صغيرة خرجت منها سهام كيوبيد، أو ربما شتيمة نابية أو ارحل يا ....
انتقلت للأمام باحثة عن مكان تستقيم فيه هيئتها وهي واقفة..جذبتها الضحكات العالية كصوت القرقعة ..وقفت بجانبها ..سيدة أربعينية ترتدي قميصا أسود ذو زهرات بألوان زاهية حمراء وخضراء وبنفسجية ..تابعتها بأعين المتطلع الفضولي.. من حقيبتها البلوبيري وحذائها وساعتها المذهبة المرصعة بقطع الزجاج الدقيق والتي نقشت عليها حروف ماركة مايكل كورس الشهيرة بدت كحفنة دولارات تتبختر يمينا ويسارا كلما اهتزت القاطرة ..جلست بجوارها لما خلي المكان فسمعت منها حديثها مع صديقة عمرها
الإجازة اللي فاتت لما نزلت مصر.. قعدت شهر تقريبا.. ..
أنا نازلة عيانة وعييت أكتر منا عيانة علي عيايا
كل الناس باصة للي مسافر برة ده إنه حاجة كده محصلتش!
وتردي الأحوال في مصر وسوء الأحوال بيخللي الواحد يكتم شكواه من غربته وأمراضه علي استحياء..
ومهما حاولت تبين اد ايه انت أحوالك عادية والحمد لله ان مكانتش متسرش.. هيثبتولك ان لااااا مش زي مصر..
الطريف ف كل ده .. إنك تقولي بس كلمة " انا أصلي مسافرة" .. قوليها بس لأي حد لسه ميعرفكيش..
ياااه..
حتي لو مسافر اخر الشارع ...المعاملة هتتغير تماما
انا فاكرة في بوتيك كده بحب اشتري منه .. ورغم انه ف منطقة شعبية بس حاجته شيك وبتعيش .. والبياع في منتهي التناكة..
اقسم بالله لما قلتله إني محتاجة "البناطيل اللي رجليها واسعه بسرعة عشان مسافرة"
عينيه بحلقت وحواجبه اترفعت لفوق لحد نص اورطه ..بيتهيألي لو لعب حواجبه بسرعة مرتين تلاته ورا بعض هيطير زي الهليوكبتر..
كان ناقص والله يشيلي شنط الخضار اللي دخلت بيهم المحل بعد ما كان بيبص لي بقرف عشان داخلة عليه بالإسدال العصري المتين..
ضحكتا معا حد القهقهة ولم تنته بعد..مازال للحكاية بقية فقالت إلهام وهي أنفاسها تتهدج بين ضحكات متقطعة:
كله كوم بقي ودكتور السنان اللي هراني قررر من ساعة م دخلت العيادة
انا بقوله ياريت تخللي حشو العصب كله جلسة واحدة عشان مسافرة..
...أم أم أم آاااااه.. والراجل قام فط ونط من مكانه وقالي "الكلمة السحرية"
"بِسْم الله ماشاء الله"
ايموشن حزلقرم
فقهقهت صديقتها.. فاستطردت إلهام:
وبعدين قالي بس انتي محتاجة ست ساعات ع الآقل
قلت له مش مشكلة بس عشان ألحق مش هعرف امشي بكل الالم ده..
راح قالي: ولا حضرتك بتعملي هنا سنانك عشان عندك أغلي؟
..
"ايموشن آه يا لئييييمة"
فانفجرت الصديقة ضحكا لدقائق ورجعت بظهرها للوراء وهي تضرب بكفها علي كف صديقتها فأخطئته فسقطت يدها علي فخذ إلهام وهي تلهث أنفاسها وتقول لها في سرعة" وبعدين؟"
إلهام بملامحها الهادئة الجادة  التي تخلو من التعابير ..هي فقط تتحدث بتلقائية وعفوية وهذا ما يجعلك تصدق حديثها وتريد سماعه للنهاية..نظرت لصديقتها التي كادت أن يغمي عليها من حمي الضحك:
"قلت له والله انا لي تأمين بمبلغ معين وخلصته كله في حشو ضرس تاني.. كده كده هو باظ هنا وكده كده مكنتش هعرف اعمله هناك الا السنة الجاية .
بس يا سيدتي وطول القعدة بقي عن مميزات السفر والهنا اللي شايفينه المسافرين .. ومبقتش عارفة اردً احكيله عن الممرض اللي كان بيعمل لابني تحاليل ولقيناه راجل مطلع ومثقف وعنده علم طبي غزير واكتشفنا انه كان دكتور في بلده بس لقي أسهله ان يشتغل اَي حاجة بره غير مهنته الاصليه .. ولا احكيله عن الناس اللي بتصرف كل اللي ورآها وقدامهاعشان تهاجر وبعد شهور بتلاقيهم عايشين علي المعونات من الجامع والكنيسة ؟ او عيشة اقل من اللي كانوا عايشينها في بلادهم والاسم مغترب في بلاد بره..وبعدين قلت ف نفسي خليه.. ربنا يهنيه هو كمان ويسافر ويبقي يشوف الهنا بنفسه.. انا ببقي نفسي احكي الحواديت دي لكل الناس اللي بتستغرب ليه المتغربين بيرجعوا ناس تانية من الغربة..؟

ليه بيتغيروا؟ ليه مبيبقوش هم هم اللي سابوكم قبل م يسافروا؟
ليه بيخاف يحكي الحلو وليه مبقاش يحكي الوحش!
ليه معدش مستنيكم ولا مستني غيركم!
ليه مش شايف الغربة حاجة حلوة؟ وليه مش عارف يرجع؟
ليه الناس مش قادرة تفهم إن الغربة مش هتحل لك كل مشاكلك...مش النعيم الابدي
هي حياة تانية آه وفيها مشاكل بردو بس من نوع تاني هم مش عارفينه ومش قادرين يفهموه عشان متعرضولوش.
لم تجد صديقتها ما تقوله ..هي فقط ربتت علي كفها بحب وأومأت برأسها في صمت وتقدير.....

كانت محطتها هي التالية، انتفضت زبيدة من مكانها في سرعة واتجهت إلي الباب ..باب القاطرة أو العربة ..ومازالت كلمات الخالة مريم تعيد نفسها بين الفينة والأخري..
"الرضا لمن يرضي يا بنتي..الرضا لمن يرضي يا بنتي "جملة بسيطة ظلت تتردد في أذنيها كالصدي مرات ومرات ..وانطلقت في طريقها للعمل
الشوارع هادئة في منطقة المعادي حيث تعمل زبيدة في شركة الصرافة منذ عامين..تتجاهل ذاك الذي ينظر لها يأكلها بعينيه وهو جالس علي كرسيه في الكافيه الفاخر المقابل للشركة وانزوت للشارع الجانبي ..أول بناية الطابق الثالث في تلك البناية العتيقة الكبيرة..ترفع يدها للسلام علي عم الصبحي البواب..وهو يرفع يده إليها في كسل ، يتظاهر بالنهوض لها وإن لم يفعل فعلا..
لم تستقل المصعد بل انطلقت إلي السلم..في طريقها سمعت عبارات وأحاديث .."لا حول ولا قوة إلا بالله يارب"
"إيه اللي حصل".."سبحان الله ..صحيح البيوت مقفلة علي بلاوي"
"ده إحنا لسه شايفينهم إمبارح!" ..
رجال بوليس ..ينزلون الدرج ..أطفال تصرخ..دماء علي الدرج في الطابق الثالث ..منظر الدماء جعلها ترتجف ..وبأقدام غير ثابتة دلفت إلي الشقة حيث اليافطة العريضة كتبت باللون الذهبي "السنوسي للصرافة" ..
تمتمت "يا فتاح يا عليم ..يا رزاق يا كريم!".
نهاية الفصل الأول
روابط لقصص قصيرة أخري
https://shamahomran.blogspot.com/2018/01/blog-post.html
روابط لفصول من روايتي المنشورة بموقع أمازون

الرواية كاملة اضغط هنا
https://www.amazon.com/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83-Kermalak-Arabic-ebook/dp/B07B4ZMLYQ



مقالات


Comments

الأكثر قراءة

رواية زبيدة الفصل الرابع.. بناقص!

بناقص ------ ربما هو صباح يوم جديد، وربما كان نذير خير أن الدكتور حاتم جبريل وافق للوساطة بين عائلة زبيدة أو حسام وبين الدكتور سميح عبد المقصود تحت ضغط ابنته مريم صديقة زبيدة المقربة والمتيمة بحسام شقيق زبيدة والذي يصغرها بثلاثة أعوام كاملة !  من قال أن قصص الحب لها ناموس و ربما كان هذا الدافع الوحيد والخفي وراء موافقة مريم مساعدة زبيدة وعائلتها، الأمر يتعلق بمستقبل حسام بالكلية ناهيك عن أن سمعة سميح عبد المقصود كفيلة إن شابت أمرا فيظهر لك الطرف المظلوم دون تفكير، حبها لحسام كان دافعها، وكي تقنع أبيها بالفكرة كان الأمر يحتاج لبعض الدهاء والحيلة وتقديم المصلحة قبل كل شئ، فاستطاعت أن تقنع والدها أن مساعدة  حسام من باب تقديم السبت حتي يجدوا الأحد أمر لا خيار فيه، وإلا من -غير زبيدة- سيحول لهم الدولارات التي أرسلها عمها خالد بسعر أعلي من سعر البنك؟ ..   نعم كان هذا الاتفاق غير المكتوب بين مريم وزبيدة وبحكم عمل زبيدة في أحد شركات الصرافة العريقة بالطبع كان من السهل إقناع مدير الشركة بشراء واستبدال الدولارات مقابل حفنة إضافية من الجنيهات ولم ي...

جارتي تاجرة الحشيش..قصة قصيرة

لم تعد تحت طائلة القانون حتي و إن كانت تاجرة حشيش بحكم قانون الولاية التي نعيش فيها ، قوانين عجيبة تبيح الإتجار  بالمخدرات وترخص المجون و الفحش..وأصبح كل منا علي الأقل لديه جار شاذ جنسيا أو يتجر بالمخدرات..لن ألوم قوانين التعايش . كانت ضخمة الجثة ..لها هيبة ..صوتها كصرير الباب في أذني ..السجائر في فمها كالعلكة في فم فتاة تعشق السكاكر..عبارات السب و اللعن تجري علي لسانها كما يجري اللعاب..طيلة عامين لم تبادلني التحية ولم ترفع عينها لعيني وكأني "بحجابي" كومة قمامة! وطالما هذا هو الحال ..فلم أبادر أبدا بإلقاء التحية أو ما شابه من عبارات " صباح الخير" و" مساء الخير" المعهوده بين جيران البناية..وكأننا اتفقنا ألا نتفق ..وبمرور الوقت صار خوفي منها في زياده خصوصا بعدما رددت جارتي الأوروبية أن جارتنا هذه من الأمريكان العنصريين المتغطرسين وتفتقر للذوق ، حيث أمرت بناتها بالإنصراف عن بنات الأوروبية" التي تتحدث الإنجليزية الركيكة" لأنهما ليستا أمريكيتان مثل بناتها ..هكذا نهرت الفتاتين أمام أمهما دون أن يرمش لها جفن..ناهيك عن زوار الليل كل مساء أمام...

الفصل الثاني من روايتي " كرمالك"

الرواية كاملة رابط الرواية كاملة من هنا جلست نورا ولم تلمح نظرات الفزع والرعب المسددة نحوها من قِبَل ميشال.. السيدة الفرنسية تشعر بالرعب والهلع ما إن جلست بجوارها تلك الشابة ذات الغطاء الأخضرعلي رأسها..ألوان زيها صريحة وجريئة مما يدل علي أن هذه الشابة جريئة ولا تعرف للخوف طريقا..  ميشال خبيرة في الأزياء بحكم عملها وتعلم أنه ثمة علاقة خفية بين ما يرتديه المرء وما يفكر به.. وتجزم أن هناك خط واصل بين ما يلبسه المرء و الطريقة التي يتصرف بها بحسب طباعه وما يؤمن به.. هكذا تعلمت ميشال وهكذا تفكر.. وهكذا ازداد رعبها من تلك الشابة التي ستظل رفيقة رحلتها الطويلة من مصر إلي فرنسا. يا إلهي.. خمس ساعات من الخوف والترقب.. ربما ترتدي تلك الفتاة حزاما ناسفا تحت تلك التنورة الطويلة وربما أخرجت مسدسا من جيب سترتها الجانبي لتطلب من الجميع أن يشهروا إسلامهم أو يُقتَلون..هذا فوق الإحتمال!.. آخ لو كان لديك سيناريو معين أو فكرة مسبقة عن شئ ما ، حتما ستجد عقلك بكل الوسائل وبلا وعي يؤكد لك الفكرة ويصنع مشاهد وحكايات وربما مواقف كي تؤكد ظنونك وتسترسل في أفكارك حتي لو لم تكن أفكارا لها أي أساس من...

الفصل الأول والثاني من روايتي " كرمالك"

كِرمَالك رابط الرواية كاملة من هنا الرواية كاملة علي كندل و تطبيق كندل رابط الرواية كاملة من هنا إهداء إلي روح أبي الغالي..أحبائي زوجي الغالي وأولادي وأمي الحبيبة .. كل من علمني وكل من ألهمني ساهم في كتابة هذه الكلمات ورتب معي السطور والحكايات.. الرواية المقدمة إليكم قد تتشاب ه فيها الأحداث والأشخاص والأماكن بالحقيقة..فقط أردت أن تبدو حقيقية قدر المستطاع، وكل ما ابتغي أن أقوله.. مهلا لكل من ترك دينه وهويته وولي..مهلا لكل من يتشكك في ربه بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير .. شكر خاص صديقتي نبال سمارة ، سارة محمود الفهرس 1- مطار القاهرة. 2-الإرهابية.. 3-مرآة المستقبل. 4-لا آكل الخنازير. 5-عقدة الإنجليزية. 6-توحدي. 7-العما بعيونك... 8- سألوني عن حجابي 9- تزوج طفله! 10-هذا رجلي 11-ديما 12-صدفة 13-كرمالك 14-كندرجارتن 15-أحبك 16-سيفيك بلازا 17-حادثة أورلاندو 18-ورود الود 19-أحمر شفاه 20-الزوج المفقود 21-هل أنت داعشية؟ 22-القيثارة 23-بلا ولا شيء 24-أنت صلعاء 25-أبغض ا...

طارق الندي " قصه قصيره". رومانسيات ، فانتازيا

طارق الندي"فانتزيا" فبراير   2008 أفتقدك يا طارق ..مر زمن طويل ولم تلتقِ أعيننا ولم تسمع أذناي لحن صوتك..نعم لصوتك نغم في أذني وله وقع في نفسي يحكي لي قصة عتاب طويل ..أتذكر حين قابلتك أول مره ونحن بالصف الأول بالجامعه ؟ أتذكر كيف كنت تحاول لفت إنتباهي وتتنظر أيما فرصه كي تتجاذب أطراف الحديث معي. ولا أعلم وقتها لِم لَم ألق لك بالا وحتي شهور لا أفهم لم كنت ترتبك وتتصبب حبات العرق عن جبينك لو رأيتني أمام ناظريك ..كنت أستغربك حينا وأتلذذ بإضطرابك حينا. أتذكر يوم ظهور النتيجة بعد إمتحان نصف العام ؟ كم جذب إنتباهي ثقتك بنفسك وانت تخبرني أن تقديرك العام جيد جدا بينما أنا أخبرك و أنا أولول علي نتيجتي ذات التقدير المتواضع كم شعرت وقتها اني ضئيله صغيره أو ربما قزم بُعث أمام العملاق الكبير ليقص عليه حكاية المساء ويذهب في خفر وحياء بعدما علم أن العملاق لم يعد مهتما لأمره . لم أكن لأقبل منك عبارات المجامله السمجه التي ألقيتها علي مسامعي وقتها ..لم أكن لأقبل شفقتك وعبارة " إن شاء الله تقديرك المره الجايه يبقي أعلي ...انتبهي إنت بس". من أنت لتنبهني لأنتبه ؟ أو تع...

لا تكتئب من فضلك!"عن الاكتئاب تقنيات وحلول".

"هل ستؤدي بي الأمومة للطبيب النفسي؟" قالتها السيدة نانسي، التي تعاني من الاكتئاب الحاد لطبيبها النفسي د. ديفيد بيرن، في أولى جلساتها معه.. فسألها الدكتور بيرن: "ما شكواكِ؟"، فقالت: "أنا أُم سيئة! أنا لا أستحق أن أكون أُماً من الأساس!". فسألها بيرن: "ولِمَ؟"، فقالت: "ابني درجاته متدنية جداً وأنا السبب.. أنا أُهمله". فسألها بيرن: "وما تعريفك للأم السيئة؟". فقالت: "الأم التي تمارس العنف ضد أطفالها". فقال: "وهل تمارسين العنف ضد ابنك؟". فردّت نانسي: "بالطبع لا"، فقال الطبيب: "إذن لِمَ تصفين نفسك بذلك؟". فقالت: "لأنني.. لا أعرف.. ربما شعوري بالعجز والتقصير هو ما يُملي عليَّ ذلك". فقال: "فلنتفق إذن على أنه ليس هناك شيء اسمه أم سيئة، أما الأمهات اللاتي يمارسن العنف ضد أطفالهن فلديهن مشاكل أخرى، فلنقُل إنك أُم مقصرة وفي الحقيقة الكل مقصر.. الجميع ينقصه شيء ما.. أو فلنقُل الجميع يجتهد"، فقالت: "لست مجتهدة بما يكفي"، فسألها: "ألا تعدين له الطعام يومياً...

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك ..احرقيه

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك..احرقيه! تابَعت خبر زواجه بإهتمام وهي التي اتخذته رفيقا لها لتسع أعوام تخللتها علاقات عابره مع رجال آخرين، ولما قرر هو الزواج اتخذ لنفسه زوجه محبه مخلصه أخري  بينما اكتفي برساله صوتيه لها يخبرها بموعد الزفاف وطلب منها حضور الحفل كأشبينه لعروسه، الأمر الذي فجر غضبها وجعلها علي أهبة الاستعداد لتدمير هذا الحفل وهذا الزواج بكل طريقة ممكنه .. وبعد محاولات مستميه للوقيعه بين العروسين باءت كل محاولاتها بالفشل ..فما كان منها إلا إن استسلمت للقدر و اعترفت بخطأها وباركت الزواج في النهايه ..المفارقه العجيبه هنا أنه لم يشك أحدهم أبدا في نوايا جوليان أو  " جوليا روبرتس" الصديقه المخلصه لمايكل أو "ديرموت مولروني" ولم يكتشف أحدهم ألاعيبها الدنيئه لإنهاء زيجة صديقها من حبيبته الجديده كيمي أو " كاميرون دياز" في فيلم " زواج صديقي العزيز" أو My Best friend’s wedding هذا الفيلم الذي عرض في التسعينات من القرن الماضي ولقي نجاحا ساحقا والفيلم يعكس لنا واقع نعيشه الآن والذي أصبح أسهل مع إنتشار و رواج الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي ...