إهداء إلي أعمارنا التي ضاعت بحثا عن ما لا نستطيع!
شامة حلمي عمران
عشرينية.. فلنقل أنها نصف محجبة ..بنطال ضيق وحجاب قصير
انتصف عند نصف
الرأس وخرجت منه خصيلات من شعرها الأسود النائح،عينان بلون العسل،
أنف دقيق.. بشرتها سمراء تميل للحمرة أو ربما رتوش ميكب خفيف مع أحمر شفاهها
الداكن الجرئ..
ليست خليعة وإنما جريئة، نبرة صوتها حادة وقوية، إن لزم
الأمر قد تبصق علي الأرض في خشونة مثل الرجال أو تسب أحد المتحرشين دون خوف لو
اختلس منها لمسة أو نظرة إن اضطرت أن تركب في عربة الرجال " أو البغال"
كما كانت تقولها دائما في ازدرداء كلما اضطرت لركوبها في ذاك المترو اللعين.
دائما ما تستقل عربة السيدات " أو السيئات"
بحسب قولها ..علي الأقل زحمة النساء داخل العربة كالعجين قبيل خبزه أهون من هؤلاء
الزومبيز في عربة الرجال.
"يادي الزفت ع الصبح ..نسيت اشحن الموبايل!"
قالتها بضيق بصوت مسموع، التفتت إليها بعض الوجوه الساخطة فنظرت حولها وتراجعت
خطوة إلي الوراء وجلست علي أرض الترام في استسلام وترقب...
فراغ ، لا شئ يمكنها أن تفعله إلا استراق السمع لتلك
الأحاديث الجانبية والضحكات المتناثرة هنا وهناك، شنفت أذنها لذاك الحديث الشيق :
-يا طنط أنا نفسي يفهموني، أنا مش طماعة ولا باصة لعيشة
غيري أنا عاوزة افرش شقتي كويس عشان تعيش ..إيه الفايدة أروح اجيب حاجات سوقي
واصرف أضعاف تمنها تصليح وتجديد بعد كده؟
= منا فاهمة يا سها....بس مش لازم كله سينييه وكل اللي
نشتريه يبقي لازم من المحل الفلاني والماركة العلانية...كل ده أسماء بيتاجروا بيها
..المعقول يا روحي ..المعقول يا حبيبة خالتك.
-يا خالتو إنتي عاوزاني ابقي أقل واحدة في العيلة يعني؟
عاوزة كل الناس تمسك سيرتي ويقولوا جهازها عرة وأقل من جهاز فلانة وحاجتها مش زي
حاجة علانة؟
=آه ..قولي كدة بقي..الموضوع مش موضوع حاجة تعيش..
الموضوع أنا عاوزة زي فلانة وزي ترتانة؟
-يا خالتو..متفهمنيش غلط ..مش أنا لوحدي اللي كده ..كل
البنات كده..وأنا مبطلبش حاجة حرام ولا
عيب يعني.
= اسمعي يا سها يا بنتي..اللي يبص لعيشة غيره تحرم عليه
عيشته..
سها تشيح بوجهها بعيدا عن وجه خالتها مريم، لم يعجبها
الكلام ..
فاقتربت الخالة من ابنة اختها أكثر وقالت لها بصوت رصين:
= لو فضلتي طول عمرك عايشة بمبدأ المقارنة مع غيرك، مش
هيملي عينك مال قارون ولا في حاجة هتسعد قلبك أبدا حبيبتي...عشان دايما هتحسي إن
في حد تاني عنده أحسن ..في حد غيرك أسعد ..هتبقي دايما حاسة بالنقص من اللي
حواليكي..هتتعبي يا سها ..هتتعبي يا ماما.
زفرت سها في ملل ولم تنظر إلي خالتها، فاستطردت الخالة
تسديها النصيحة المخلصة:
= إنتي فكرك كل الناس أصحاب العربيات والفلل الشيك دول
سعدا؟
ابتسمت سها في استهزاء وهزت رأسها توكيدا:
-أكيد طبعا سعدا ..علي الأقل الرفاهية اللي عايشين فيها
بتعوضهم عن تعاستهم ده إذا كان عندهم تعاسة أصلا..خالتو..خالتو بقولك إيه ..بلاش
كلام المسلسلات يا خالتوده الله يرضي عليكي.. الحتة دي كانت في مسلسل الأسطورة صح؟
قولي كلام منطقي كده يدخل الدماغ...
= أنا معنديش كلام منطقي يا سها ..أنا عندي أحاسيس
منطقية..الحياة اللي إحنا عايشين فيها دي حياة مش أبدية..وعشان مش أبدية لازم تكون
ناقصة ومحتاجة مكملات ..والحاجات الكويسة اللي بنلاقيها في سكتنا دي مصبرات
..حاجات مؤقتة ومش دايمة ..ساعات بتفرحنا..وساعات بتبقي سبب في تعاسة أكبر لينا.
هزت سها رأسها يمينا ويسارا في نفي : مش حقيقي.
فاستكملت الخالة: لا حقيقي..فاكرة أونكلك أبو اليزيد؟
ضيقت عينيها في محاولة بائسة لتذكر فلان المذكور..ورفعت
حاجبا وهزت رأسها في نفي وقالت: مين أبو اليزيد؟
الخالة: أونكل أبو اليزيد جار عمك ..الراجل الغني أوي ده
من عيلة الشاذلي؟
ففغرت فاها وقالت :آآآآآه ..افتكرته..الراجل ده اللي كان
كل كام شهر يتجوز واحدة جديدة؟ يا خالتو ..يا خالتو ..إنتي ملقتيش إلا المثال
ده..ده راجل عايش حياته بالطول وبالعرض ..قال أونكل أبو اليزيد قال.
فردت الخالة: كان بيتجوز واحدة ورا التانية عشان مفيش
واحدة استحملت تقف جنبه في مرضه..الراجل ده كان عنده مرض مناعي في المخ..وكان
بيتعالج بره ..ومكنش فيه أدوية جايبة نتيجة..ورغم فلوسه دي كلها مكنش في حد حقيقي
بيحبه ولا حد يقف جنبه في مرضه ..ومات وحيد..
أطرقت سها برأسها ناظرة إلي قدميها ..ظهر عليها التأثر
لوهلة ..ربما أحست بالندم أو الرغبة في مراجعة النفس..ثم نظرت إلي الخالة وقالت:
بس أنا اسمع إنه كان موضب بيته حلو أوي ..النجف كريستال
والسجاد شيرازي ..حتي كراسي الجنينة بتاعته من خشب البامبو الأصلي الغالي..بابا
مره راح زاره ..الأنتريه خشبه متزين بالصدف وفازات خزف بطول الحيطة، والسفرة
كبييييرة مكنش ليها رجلين زي السفر العادية ..دي كانت معمولة كإنها سفرة طويلة وشايلها
تماثيل علي شكل عبيد ..
فقاطعتها الخالة: ومحكالكيش ع الحمام اللي عمل حنفياته
من الفضة وسلالم مرمر تنزله لحد البانيو اللي فيه جاكوزي ؟
سها نظرت لخالتها بإبتسامة عريضة كفج عميق بين الأذنين
وقالت:
أهو يا خالتو ..أهو اللي بقوله؟ شفتي بقولك إنه كان عايش
حياته أهو بالطول والعرض..إيه المشكلة يعني في حبة عيا ملقاش حد يقف جنبه وقتها ..هو
فلوسه مخلياه محتاج حد؟
فأومأت الخالة برأسها وقالت: وبابا محكالكيش إن الحمام
اللي بيحكوا عنه ده هو نفس ذات الحمام اللي كان صاحبه بيخاف ينزل يستحمي في
البانيو بتاعه؟
قطبت سها جبينها في استغراب وعدم فهم ونظرت لخالتها في
تساؤل..فاستطردت الخالة: آه كان بيخاف ينزل يستحمي في البانيو أبو مرمر ليموت
فمحدش يحس بيه.
احمرت وجنتيها شديدة البياض وأشاحت بوجهها إلي النافذة
والخالة تطعنها بنظرات اللوم والحسرة ..وأكملت: ليه متقوليش إن ربنا إداله فلوسه
دي عشان يعرف يعالج بيها نفسه ويشتري اللي يقف جنبه ..ويعوض اللي ناقصه؟ لو إنتي
كنتي مكانه ..كنتي تتمني تعيي زيه وبفلوسك تشتري اللي يسأل عليكي؟
ضاقت عيناها الخضراوين وهي مطرقة الرأس لأسفل وغمغمت :
محدش يا خالتو يحب يبقي مكان حد..بس ليه الواحد يحصر تفكيره إن طالما غني يبقي
لازم ربنا باليني بحاجة.. م في ناس كتير مبسوطة ومش ناقصها حاجة..ليه مبقاش من
دول؟
فتنهدت الخالة في نفاد صبر: ومين قالك إن في ناس مبسوطة
ومش ناقصها حاجة؟ كلنا عندنا حاجات وفي حاجات تانية إحنا محرومين منها ..الفكرة
إنك طول الوقت تبقي مركزة علي اللي عندك وتحمدي ربنا عليه وتنسي اللي ناقصك ..
تنطشيه عشان تقدري تستمتعي بحياتك يا سها..غير كده هتعيشي طول عمرك مش راضية عن
حالك..الرضا لمن يرضي يا بنتي.
بدأت القاطرة تخفف من أحمال البشر عليها فظهرت ملامح قاطرة
الترام ..كراسيها المتهالكة ، وحوائطها التي زينتها الحروف ..حروف كلمات ، ربما
أسماء وقلوب صغيرة خرجت منها سهام كيوبيد، أو ربما شتيمة نابية أو ارحل يا ....
انتقلت للأمام باحثة عن مكان تستقيم فيه هيئتها وهي واقفة..جذبتها
الضحكات العالية كصوت القرقعة ..وقفت بجانبها ..سيدة أربعينية ترتدي قميصا أسود ذو
زهرات بألوان زاهية حمراء وخضراء وبنفسجية ..تابعتها بأعين المتطلع الفضولي.. من
حقيبتها البلوبيري وحذائها وساعتها المذهبة المرصعة بقطع الزجاج الدقيق والتي نقشت
عليها حروف ماركة مايكل كورس الشهيرة بدت كحفنة دولارات تتبختر يمينا ويسارا كلما
اهتزت القاطرة ..جلست بجوارها لما خلي المكان فسمعت منها حديثها مع صديقة عمرها
الإجازة اللي فاتت لما
نزلت مصر.. قعدت شهر تقريبا.. ..
أنا نازلة عيانة وعييت أكتر منا عيانة علي عيايا
كل الناس باصة للي مسافر برة ده إنه حاجة كده محصلتش!
وتردي الأحوال في مصر وسوء الأحوال بيخللي الواحد يكتم شكواه من غربته وأمراضه علي استحياء..
ومهما حاولت تبين اد ايه انت أحوالك عادية والحمد لله ان مكانتش متسرش.. هيثبتولك ان لااااا مش زي مصر..
الطريف ف كل ده .. إنك تقولي بس كلمة " انا أصلي مسافرة" .. قوليها بس لأي حد لسه ميعرفكيش..
ياااه..
حتي لو مسافر اخر الشارع ...المعاملة هتتغير تماما
انا فاكرة في بوتيك كده بحب اشتري منه .. ورغم انه ف منطقة شعبية بس حاجته شيك وبتعيش .. والبياع في منتهي التناكة..
اقسم بالله لما قلتله إني محتاجة "البناطيل اللي رجليها واسعه بسرعة عشان مسافرة"
عينيه بحلقت وحواجبه اترفعت لفوق لحد نص اورطه ..بيتهيألي لو لعب حواجبه بسرعة مرتين تلاته ورا بعض هيطير زي الهليوكبتر..
كان ناقص والله يشيلي شنط الخضار اللي دخلت بيهم المحل بعد ما كان بيبص لي بقرف عشان داخلة عليه بالإسدال العصري المتين..
أنا نازلة عيانة وعييت أكتر منا عيانة علي عيايا
كل الناس باصة للي مسافر برة ده إنه حاجة كده محصلتش!
وتردي الأحوال في مصر وسوء الأحوال بيخللي الواحد يكتم شكواه من غربته وأمراضه علي استحياء..
ومهما حاولت تبين اد ايه انت أحوالك عادية والحمد لله ان مكانتش متسرش.. هيثبتولك ان لااااا مش زي مصر..
الطريف ف كل ده .. إنك تقولي بس كلمة " انا أصلي مسافرة" .. قوليها بس لأي حد لسه ميعرفكيش..
ياااه..
حتي لو مسافر اخر الشارع ...المعاملة هتتغير تماما
انا فاكرة في بوتيك كده بحب اشتري منه .. ورغم انه ف منطقة شعبية بس حاجته شيك وبتعيش .. والبياع في منتهي التناكة..
اقسم بالله لما قلتله إني محتاجة "البناطيل اللي رجليها واسعه بسرعة عشان مسافرة"
عينيه بحلقت وحواجبه اترفعت لفوق لحد نص اورطه ..بيتهيألي لو لعب حواجبه بسرعة مرتين تلاته ورا بعض هيطير زي الهليوكبتر..
كان ناقص والله يشيلي شنط الخضار اللي دخلت بيهم المحل بعد ما كان بيبص لي بقرف عشان داخلة عليه بالإسدال العصري المتين..
ضحكتا معا حد القهقهة
ولم تنته بعد..مازال للحكاية بقية فقالت إلهام وهي أنفاسها تتهدج بين ضحكات متقطعة:
كله كوم بقي ودكتور السنان اللي هراني قررر من ساعة م دخلت العيادة
انا بقوله ياريت تخللي حشو العصب كله جلسة واحدة عشان مسافرة..
...أم أم أم آاااااه.. والراجل قام فط ونط من مكانه وقالي "الكلمة السحرية"
"بِسْم الله ماشاء الله"
ايموشن حزلقرم
كله كوم بقي ودكتور السنان اللي هراني قررر من ساعة م دخلت العيادة
انا بقوله ياريت تخللي حشو العصب كله جلسة واحدة عشان مسافرة..
...أم أم أم آاااااه.. والراجل قام فط ونط من مكانه وقالي "الكلمة السحرية"
"بِسْم الله ماشاء الله"
ايموشن حزلقرم
فقهقهت صديقتها..
فاستطردت إلهام:
وبعدين قالي بس انتي محتاجة ست ساعات ع الآقل
قلت له مش مشكلة بس عشان ألحق مش هعرف امشي بكل الالم ده..
راح قالي: ولا حضرتك بتعملي هنا سنانك عشان عندك أغلي؟
..
وبعدين قالي بس انتي محتاجة ست ساعات ع الآقل
قلت له مش مشكلة بس عشان ألحق مش هعرف امشي بكل الالم ده..
راح قالي: ولا حضرتك بتعملي هنا سنانك عشان عندك أغلي؟
..
"ايموشن آه يا لئييييمة"
فانفجرت الصديقة ضحكا لدقائق ورجعت بظهرها للوراء وهي تضرب بكفها علي كف صديقتها فأخطئته فسقطت يدها علي فخذ إلهام وهي تلهث أنفاسها وتقول لها في سرعة" وبعدين؟"
فانفجرت الصديقة ضحكا لدقائق ورجعت بظهرها للوراء وهي تضرب بكفها علي كف صديقتها فأخطئته فسقطت يدها علي فخذ إلهام وهي تلهث أنفاسها وتقول لها في سرعة" وبعدين؟"
إلهام بملامحها الهادئة
الجادة التي تخلو من التعابير ..هي فقط تتحدث
بتلقائية وعفوية وهذا ما يجعلك تصدق حديثها وتريد سماعه للنهاية..نظرت لصديقتها التي
كادت أن يغمي عليها من حمي الضحك:
"قلت له والله انا
لي تأمين بمبلغ معين وخلصته كله في حشو ضرس تاني.. كده كده هو باظ هنا وكده كده
مكنتش هعرف اعمله هناك الا السنة الجاية .
بس يا سيدتي وطول القعدة بقي عن مميزات السفر والهنا اللي شايفينه
المسافرين .. ومبقتش عارفة اردً احكيله عن الممرض اللي كان بيعمل لابني تحاليل ولقيناه راجل مطلع ومثقف وعنده علم طبي غزير
واكتشفنا انه كان دكتور في بلده بس لقي أسهله ان يشتغل اَي حاجة بره غير مهنته
الاصليه .. ولا احكيله عن الناس اللي بتصرف كل اللي ورآها وقدامهاعشان تهاجر وبعد
شهور بتلاقيهم عايشين علي المعونات من الجامع والكنيسة ؟ او عيشة اقل من اللي
كانوا عايشينها في بلادهم والاسم مغترب في بلاد بره..وبعدين قلت ف نفسي خليه..
ربنا يهنيه هو كمان ويسافر ويبقي يشوف الهنا بنفسه.. انا ببقي نفسي احكي الحواديت
دي لكل الناس اللي بتستغرب ليه المتغربين بيرجعوا ناس تانية من
الغربة..؟
ليه بيتغيروا؟ ليه مبيبقوش هم هم اللي سابوكم قبل م يسافروا؟
ليه بيخاف يحكي الحلو وليه مبقاش يحكي الوحش!
ليه معدش مستنيكم ولا مستني غيركم!
ليه مش شايف الغربة حاجة حلوة؟ وليه مش عارف يرجع؟
ليه الناس مش قادرة تفهم إن الغربة مش هتحل لك كل مشاكلك...مش النعيم الابدي
هي حياة تانية آه وفيها مشاكل بردو بس من نوع تاني هم مش عارفينه ومش قادرين يفهموه عشان متعرضولوش.
ليه بيتغيروا؟ ليه مبيبقوش هم هم اللي سابوكم قبل م يسافروا؟
ليه بيخاف يحكي الحلو وليه مبقاش يحكي الوحش!
ليه معدش مستنيكم ولا مستني غيركم!
ليه مش شايف الغربة حاجة حلوة؟ وليه مش عارف يرجع؟
ليه الناس مش قادرة تفهم إن الغربة مش هتحل لك كل مشاكلك...مش النعيم الابدي
هي حياة تانية آه وفيها مشاكل بردو بس من نوع تاني هم مش عارفينه ومش قادرين يفهموه عشان متعرضولوش.
لم تجد صديقتها ما تقوله ..هي فقط ربتت علي كفها
بحب وأومأت برأسها في صمت وتقدير.....
كانت محطتها هي التالية، انتفضت زبيدة من مكانها
في سرعة واتجهت إلي الباب ..باب القاطرة أو العربة ..ومازالت كلمات الخالة مريم تعيد
نفسها بين الفينة والأخري..
"الرضا لمن يرضي يا بنتي..الرضا لمن
يرضي يا بنتي "جملة بسيطة ظلت تتردد في أذنيها كالصدي مرات ومرات ..وانطلقت
في طريقها للعمل
الشوارع هادئة في منطقة المعادي حيث تعمل
زبيدة في شركة الصرافة منذ عامين..تتجاهل ذاك الذي ينظر لها يأكلها بعينيه وهو
جالس علي كرسيه في الكافيه الفاخر المقابل للشركة وانزوت للشارع الجانبي ..أول
بناية الطابق الثالث في تلك البناية العتيقة الكبيرة..ترفع يدها للسلام علي عم
الصبحي البواب..وهو يرفع يده إليها في كسل ، يتظاهر بالنهوض لها وإن لم يفعل فعلا..
لم تستقل المصعد بل انطلقت إلي السلم..في
طريقها سمعت عبارات وأحاديث .."لا حول ولا قوة إلا بالله يارب"
"إيه اللي حصل".."سبحان الله
..صحيح البيوت مقفلة علي بلاوي"
"ده إحنا لسه شايفينهم إمبارح!" ..
رجال بوليس ..ينزلون الدرج ..أطفال تصرخ..دماء
علي الدرج في الطابق الثالث ..منظر الدماء جعلها ترتجف ..وبأقدام غير ثابتة دلفت
إلي الشقة حيث اليافطة العريضة كتبت باللون الذهبي "السنوسي للصرافة" ..
تمتمت "يا فتاح يا عليم ..يا رزاق يا
كريم!".
نهاية الفصل الأول
روابط لقصص قصيرة أخري
https://shamahomran.blogspot.com/2018/01/blog-post.html
روابط لفصول من روايتي المنشورة بموقع أمازون
الرواية كاملة اضغط هنا
https://www.amazon.com/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83-Kermalak-Arabic-ebook/dp/B07B4ZMLYQ
مقالات


Comments