Skip to main content

صديقي الهُسهُس...قصة قصيرة


للحصول علي نسخ من مؤلفاتي يمكنكم التواصل عبر  بريد المدونة  أو تصفح موقع أمازون من هنا


الزمان: يناير 2019، المكان: المعادي شارع مصر حلوان الزراعي
-إنتي حطيتي الحاجة في شنطة العربية؟
=آه.
-كلها؟
=أيوة.
ثم توجه إلي خلفية السيارة وفتح حاويتها، ثم فحص المحتويات واحدا تلو الآخر قبل أن تقاطعه "ليلي": إنت مش مصدقني؟ مش واثق في؟
فأجاب دون أن ينظر إليها: م أنت تلاقيكي أكيد ناسية حاجة ، ما هو أنا لازم أتأكد من كل حاجة بنفسي وأحط بصمتي.
فنظرت له ليلي بإمعان وتركيز وبلهجة تهكمية: ها؟ ولقيت بقي إيه الناقص المرة دي؟
لم ينظر تجاهها وقال بلا مبالاة تقطر منها السخرية: اركبي..اركبي بلاش غلبة ع الفاضي.
عقدت ذراعيها أمام صدرها وتسمرت مكانها في تحد وهي تنظر إليه في مرآة السيارة وظلت هكذا لدقيقة قبل أن يعلو صراخه غضبا وهو بداخل السيارة : انتي يا هانم، شايفة؟ ده اللي كنت بقوله..أنا لازم اعمل كل حاجة بنفسي..لازم كده أأكد علي كل حاجة وامليكي الإرشادات وافكر سعادتك تعملي ايه..اهو الحاجة الوحيدة اللي مقلتهاش متعملتش...
ضيقت عيناها في حيرة وعقبت: وإيه بقي اللي متعملش المرة دي؟، ثم أتت إلي السيارة وفتحت الباب ودلفت إليها.
فنظر إليها أشرف وكأنه ينظر إلي كائن أبله هلامي ليس له ملامح ولا يعرف كنهه، بينما تنظر إليه ليلي بحيرة ولا تستطيع أن تميز إن كان بالفعل يستشيط غضبا أم يفتعله، ثم قال والعروق علي جانبي جبهته تكاد تنفجر من فرظ الغضب وقال: فعلا مش عارفة إيه اللي ناقص؟ ياربي سبحانك! ربنا لما حب يوزع الغباء وقفتي إنت وقلتي يارب لأ أنا هاخده كله لي!...يعني عارفة أن إحنا مسافرين، ومحضرة بإيدك الشنط..ومتنيلة حاجزة التذاكر..ومكلمة الفندق بنفسك تتممي علي الحجز..واتعميتي مش شايفة إنك نسيتي تموني العربية؟ خلاص دماغك مش فيكي؟ دلوقتي هنعمل....
قاطعته وهي تكاد لا تصدق ما تسمعه: يابني آدم م إنت واخد العربية  تتصلح ولسه مرجعها امبارح ممونتهاش إنت ليه؟ وبعدين حتي لو ممونتهاش، م البنزينة ربع ساعة من هنا...
قاطعها بحدة أكثر: ماشاء الله...كل حاجة لها رد..ردود معلبة وجاهزة لأي موقف لأي ظرف ومتطلعيش نفسك غلطانة أبدا..متقوليش آه معملتش ..آه مجبتش..أنا آسفة..وتقولي ليه..هو إنتي لا سمح الله بتعملي حاجة غلط أبدا..ملاك من السما و الله..حاسبي جناحاتك بس لتقفلي عليهم باب العربية!
وانطلق بالسيارة إلي محطة الوقود وبعد دقائق عاد ليسألها في هدوء وكأن تلك المشادة كانت زوبعة في فنجان: معاكي فكة اديها للواد بتاع البنزينة؟
بدون كلمة فتحت التابلوه وناولته الجنيهات ثم عادت لشرودها ودار الحوار التالي بينها وبينها:
-هو مش عادي الواحد تفوته حاجة؟ مش عادي إن هو بيعمل حاجات وأنا بعمل حاجات وكل واحد يكمل الناقص في التاني؟ هو عادي إنه يجلدني علي كل غلطة ويحاسبني علي كل غلطة كده حساب الملكين حتي لو الغلطة أو الهفوة دي بسببه او لاني اعتمدت عليه فيها؟
=إنتي الغلطانة، عودتيه علي كده..يبجح ويهبل وبعد كده ييجي عادي وترجعي إنتي كمان عادي..إنتي اللي مهزئة..مبتعرفيش تعملي حدود بينك وبين الناس..مبتعرفيش تقولي لحد لأ..وقف عندك..كفاية..بتخافي من الرفض..بتخافي من الفراق..بتخافي ياكلك الندم..وبيرفضوكي وبيفارقوكي وبياكلك الندم بردو...مبتتعلميش..تستاهلي!
-أنا بخاف من الفراق آه، بس أنا
People pleaser
سعادة اللي قدامي بتسعدني، أنا طبيعتي كده، بحب كده، وبدور علي أحساس الرضا من اللي حواليا طول الوقت عشان ده بيسعدني وبيملي عندي حتة ناقصة، لو مأسعدتش اللي قدامي إحساسي بالندم بياكلني..بيقتلني..بيموتني أكتر من إحساس الرفض..ان اللي قدامي يفارقني أو يظلمني أو يدوس علي ارحم من إن احساسي بالندم او احساسي اني ظلمت حد...الكراهية والانتقام حاجة تقيلة علي قلبي وبتجهدني وبتشل تفكيري وبتخليني مش قادرة انتج ولا افرح ولا اعيش...بحب أبقي خفيفة..بعرف اعيش واشتغل واتعامل وأنا مش شايلة هم اني انتقم من حد او اوقف غيري عند حده خصوصا لو الحد ده كان أشرف جوزي..
=انتي مبتعرفيش توقفي حد عند حده..احساس الاحباط انتي اتعودتي عليه واسهل من المجهول اللي هتواجهيه لو فارقتيه..انت اجبن كتير من التغيير..
-وليه متقوليش ان ممكن الاحباط اخف من المجهول؟ ليه ميكونش المجهول أوحش؟
=مش بقولك خايفة من المجهول؟ هو انتي جربتي عشان تحكمي؟
-هي كلها حياة، حاجة بتشيل حاجة..حاجات قصاد حاجات..مفيش حاجة بتبقي كاملة كلها ومفيش حاجة بتبقي فاشلة ومش نافعة كلها!
=بتصبري نفسك كالعادة...ده اللي انتي شاطرة فيه..مسكن بيريحك..هتفضلي كده..كتبتي علي نفسك كده!
-أومال ابقي ناقمة علي نفسي واكره حياتي، مش الواحد يبص للكويس ويتعايش مع الوحش؟
= وانتي تصبري علي الوحش ليه؟
-عشان...
قطع حبل أفكارها صوت أشرف وهو يخطف يدها بحنان ويقبلها ثم يقول: أنا آسف حبيبتي، انتي اصلك عصبتيني..يعني انت ماخدتيش بالك ان البنزين صفر خالص كده؟ يعني كانت العربية تقف مننا في الطريق يبقي كويس؟ يعني حتي مبتعترفيش ان في مشكلة؟
=....
-عموما خلاص أنا مونتها وتاني مرة اعترفي انك غلطانة ومتبرريش..ردودك بتشعوطني..انتي عارفة موتي وسمي البني ادم اللي بيكابر اللي مبيعترفش بغلطه!
=...
اقترب منها أكثر يقبل رأسها وخديها فوجد الدموع تسربت من تحت نظارتها الشمسية وتخللت خديها، فنفض يديها في غضب وقال: عيطي..عيطي كمان..غم وهم..أنا قلت من الأول..دي مش أشكال فسح ولا مناظر تتهوي..أحنا هنرجع ع البيت..إحنا زرنا السكة وهي دي الخروجة! هي دي الفسحة!
=خلاص يا أشرف، أنا اصلا مبعيطش..انا اصلا عندي حساسية ونقص في المادة الزيتية في العين، عيني بتدمع لوحدها!
-طب أنا مفطرتش، معاكي حاجة اكلها وأنا سايق، ولا كالعادة ناسية ومش عاملة حسابك!
=اه، معايا..في فول وشيبسي وفي طعمية...أجيب لك ايه؟
-انا مش قايلك عاوز تونة؟
=....
-هاتي ...هاتي طعمية وأمري لله..هعمل ايه..اطفح وأنا ساكت واحط الجزمة ف بقي!
=لا ازاي ..اتكلم وهزقني..
ثم لفت كوفيتها علي رأسها ومطت شفتيها للأمام وقالت: هزقني بموت في الشتيمة!
ضحك أشرف فضحكت الأخيرة، ثم مد أشرف يده إلي مشغل الآيبود، وانطلقت الكلمات تكسر الصمت
" وحياتي هتقف لو إنتي مكنيش معايا ... ويا محاسن الصدف إن قلبك كان كبير
كانت الناس هتقف ..وتيجي تشاور علي هو ده اللي ضيع قلبه من ايديه.
كان بيفكر في ايه ده حرام علييييه..."
انسجمت والألحان، تمايلت بجسدها يمينا ويسارا قبل أن تنظر إليه في هيام وقالت:" طول عمري!"
نظر إليها أشرف باستنكار وشفاه معوجة وقال:" طول عمرك إيه؟"
-طول عمري قلبي كبير وبسامح..فاكر ولا نسيت؟
=فاكر إيه بالظبط؟
-البنت أم شعر كيرلي اللي قفشتك معاها في تشيليز؟
=قفشتيني مع مين يا مجنونة؟
-البنت أم شعر أصفر كيرلي وعينها عسلي كده..أنا شايفاكم بعيني اللي هياكلهم الدود دول في الحلم.
انفجر أشرف ضاحكا وقال مقهقها: في الحلم! والله ده الجنان بقي رسمي ماشاء الله...استني أما امسك الخشب!
ابتسمت ليلي وقالت بثقة: أنا أحلامي عمرها م خيبت، وبعدين إنت إيه اللي وداك هناك معاها؟ هي اسمها إيه صحيح؟ وإزاي تسمح لنفسك تخرج وتواعد واحدة غير مراتك أصلا؟
=بس يا ماما ، اهدي يا حبيبتي كده وابقي اتغطي وانت نايمة بس، يارب صبرني..أنا عملت إيه بس يارب أقع في واحدة  مخها تررللي كده؟
 قالتها بنبرة تهكم: لا ماشاء الله إنت اللي عاقل أوي، طيب وغلبااااان ...يا بثينة ده أنتي كل حاجة فيكي كبيرة وأنا ثاكتتتت!!!
 قهقه أشرف ثم قال: يعني قصدك إن أنا اللي خليت مخك زي طبق الكسكسي كده؟
ليلي بنبرة لا تستطيع تمييزها أن كانت جادة أم سخرية: إنت؟ أبدا ..ده أنت تتحط علي الجرح يطيب..سكرة..عارف؟...ده أنت تبوس الموزة تبقي جثة!
ضحك أشرف حتي ظهرت نواجزه ثم قال: طب ممكن اركز في أم الطريق، واقفلي الشباك ناحيتك عشان عاوز افتح التكيف، الجو بقي نار!
أغلقت النافذة بجوارها وتابعت جوالها في صمت وبعد دقيقة التفت إليه ثم قالت: نار. سرحت لثانية وصرخت: يا نهار أسوددددد!!
نظر إليها فزعا: في إيه يا خُلل؟
أجابت وقد بدأت تتعرق من فرط التوتر وترتعد أطرافها من وهج الخوف: لف وارجع تاني، لف وارجع بسرعة!
أدار عجلة القيادة وأعطي الإشارة استعدادا للسير بالاتجاه المعاكس للعودة، وسألها: في إيه، أمك ماتت!
قالت وقد بلغ منها الخوف مبلغه: شكلي نسيت البوتاجاز والع!!!!

**************************************



الزمان: يوينو 2019، المكان : شقة ببرج الأطباء، شارع السبق..مصر الجديدة...

 حجرة مربعة جدرانها ملونة بالأزرق القاتم علي اليمين خلف الكراسي وبالأبيض الزاهي علي اليسار المقابل للزوار، علي الحائط لوحة لقرود مبهجة تتقاذف بالموز، تأملتها ليلي..كم هي صورة مفعمة بالحياة والحيوية، ثم صورة أصغر منها لقط برئ يحتضن أمه، ولوحة أخري فوق المكتب الذي جلس عليه موظف العيادة بها ألون الأكريليك الأزرق والبنفسجي والأحمر ممتزجة في كلاسيكية وعذوبة تستلهم الناظر إليها أن يسبح في شلالات الألوان قبل أن يوقظها من تأملها صوت الموظف الأجش: ليلي الصاوي!..دورك بعد الأستاذ اللي دخل من شوية.
نظرت إليه ليلي في وجوم قبل أن تنطق: هو معندكش فكرة هيخرج إمتي؟
نظر إليها الموظف من تحت نظارته ثم حك ذقنه الطويل ثم قال: الجلسة من 45 دقيقة لساعة، هانت يا فندم كلها نص ساعة ولا حاجة..
نظرت لجوالها ..تأملته وهي تضغط علي شاشته لأسفل وهي تتابع المقاطع والصور لخمس دقائق ثم نظرت ثانية للموظف وسألته ببراءة: هو فاضل أد إيه؟
أغمض الموظف عينيه بنفاذ صبر ثم قال لها بعد أن حبس نفسا طويلا ثم أطلقه وهمس " اللهم طولك يا رووووح" ثم أجاب : فاضل 25 دقيقة إن شاء الله..بصي حضرتك ممكن تروحي لو عندك مشوار وانا أول م ييجي دورك أديكي رنة علي موبايلك بدل ك حضرتك كل خمس دقايق تسأليني؟
اكفهر وجه ليلي، ونظرت للأرضية دون أن تنبس ببنت شفة...ثم أمسكت بجوالها مرة أخري تتصفح نفس المقاطع والصور وتضغط بقوة أكثر لأسفل، حكت جبهتها بإبهامها وإصبع الوسطي، ونظرت للموظف وقبل أن تهمس، قام الموظف من مجلسه متجها نحو مطبخ العيادة، ثم التف إليها وقال: أجيب لحضرتك مية أو حاجة ساقعة؟
أجابت ليلي في سرعة: آه ياريت مية من فضلك..
ناولها كوبا من الماء، تناولته بعد قرص من الأسبرين وشكرته، ثم سألته: هو فاضل كتير؟
أجابها الموظف: لسه يا مدام..اديني دقيقة.
نقر الباب ودلف إلي الغرفة بعد أن أشار إليه الطبيب بالدخول فهمس في أذن الرجل الخمسيني نحيف الجسد، متوسط الطول، رمادي الشعر أنعمه، يرتدي قميصا بلون السماء ورابطة عنق رمادية بها خطوط زرقاء داكنة وقال: الست اللي بره دي حالة جديدة، وسألت علي الساعة أكتر من 15 مرة في أقل من ساعة، وقلت لها فاضل ربع ساعة، تمام كده سعادتك؟.
فنظر إليه دكتور شوقي هامسا: مش قلت لك مية مرة متدخلش علي إلا لو اديتك جرس؟.. نهايته..خليها تدخل بعد خمس دقايق...ومتدخلش تاني لأن ممكن تقطع علي العيان أفكاره..مش هقول تاني!
اعتذر الممرض وانصرف، ثم مرت دقيقة وخرج المريض ملوحا لدكتور شوقي وهو أما باب غرفة الطبيب يجفف حبات العرق الذي يتصبب من جبينه وفوديه باضطراب بمنديل يحاول أن يخفي به ما ظهر من وجهه..
انتظر الممرض الجرس وقبل أن تسأله ليلي نظر إليها وابتسم بلطف مفتعل: اتفضلي دورك يا مدام.
بخطي مضطربة سريعة دلفت للغرفة، قام إليها الطبيب وحياها ثم سألها: مدام ليلي الصاوي..إزيك؟ أي ريح طيبة أتت بك؟
ابتسمت ليلي في اضطراب، نصف ابتسامة مترددة وقالت: أنا كويسة ومش كويسة..يعني متلخبطة..في حاجة مش تمام...يعني بردو ..مش عارفة..اقصد ان بقالي فترة تعبانة بردو، وكل شوية اروح لدكتور شكل واعمل تحاليل وتحاليلي تبقي كويسة ويقولولي نفسي، فقررت أجي أشوف اللخبطة دي منين...بقالي فترة كده تعبانة بردو...
هز دكتور شوقي رأسه مطمئنا: طيب إنت متجوزة يا ليلي؟
ليلي: آه. من تمن سنين.
الدكتور شوقي: وعندك أولاد؟
ليلي: لأ.
الدكتور شوقي: تحبي تحكي؟ ...
ليلي: أنا مبخلفش، عندي ورم صغير بيفرز مادة بتموت الجنين قبل يتكون ، أكتر حمل عاش لي قعد شهرين ونزل، أنا راضية أو بحاول أرضي، وفي نفس الوقت بتعالج وفي ناس زيي كتير واتعالجوا وبقي عندهم أطفال..بس مش دي المشكلة خالص، أو يعني مش دي المشكلة كلها...أنا راضية وكل حاجة بس بردو ..في شوية مشاكل..بس مش هي دي المشكلة اللي أنا جاية عشانها.
التقط الطبيب قلما ودون ملحوظة في كراسة صغيرة أمامه، ثم أشار إليها وقال وكأنه يخاطب طفلته الصغيرة بهدوء ولطف: أومال إيه المشكلة اللي إنت جاية النهاردة تحكيهالي؟
ترددت ليلي وظلت تنظر إليه في شك، فاستطرد : بصي يابنتي، أنا طبيب نفسي، شهرتي ونجاحي مبني علي سمعتي، فتأكدي إن عمر م كلمة هتقوليها هتصبحي تلاقيها ع النت ولا في الجرايد زي دكاترة آخر زمن اللي بنشوفهم، وبعيد عن أني لي لقاءات في التلفزيون و الناس عارفاني، لكن عمري في حياتي م خيبت ظن حالة عندي، لأن الحالات والمرضي بتوعي بعتبرهم أصدقائي، وساعات والله بعتبرهم من أهلي، فبالتالي كل اللي هتقوليهولي مش هينفع يطلع بره بأي حال من الأحوال، وإلا منبقاش أصدقاء ولا إيه؟
أومأت برأسها في موافقة وقالت: تمام.
فسألها: إنتي جاية لوحدك؟
أجابت في سرعة وفزع:آه ليه هو أنا حالتي خطيرة؟
قهقه ضاحكا وقال: ياستي بسأل، إنتي ريحي دماغك واعتبريني جارك، صاحب والدك، عمك، خالك، أخوكي الكبير..اعتبريني أنا أي حد من دول بتستريحي وإنت بتتكلمي معاه..وفي شازلونج هناك وفي الكرسي الكبير ده وراكي لو حابة تغيري مكانك وتتكلمي براحتك..ومفيش داعي للكدب، خليكي صريحة معايا لأن الكدب مش هيضر حد إلا إنتي..تمام؟
ليلي: أنا مش هكدب، أنا أصلا مبعرفش أكدب، مبعرفش أحط حاجة مكان حاجة، بحس بصعوبة وتقل في صدري لو عملت كده، كمان أنا بنسي التفاصيل ومبحبهاش، يعني لو كدبت سهل اللي قدامي يوقعني بالكلام ويعرف الحق، فباخدها من قاصرها ..أنا جاية هنا عشان حاسة إن أنا مش أنا، بص في المراية بحس إني عجوزة أوي، معنديش طاقة لحد، معنديش جهد لحاجة ولا لي نفس لحاجة...بحاول أسعد نفسي..بس كل الحاجات وقتية تسعدني حبة ويرجع أحساسي بالعجز والضيق والخنقة يقتلني ويضيق خلقي، بقيت بنسي كتير، تركيزي معدوم، واقعد يومي كله بكرر في نفس التفاصيل عشان أتاكد اني منستش حاجة، كنت بحاول أقنع نفسي ان المشكلة ف...حد تاني...بس كتبت كل اللي جوايا ف ورقة اشتكي ..اشتكي...لقيت نفسي بعيد الكلام والسطور هي هي أكتر من مرة..أنا كنت بطنش، بكبر دماغي، بلهي نفسي، لحد م لقيت نفسي بعيط لوحدي بمناسبة ومن غير مناسبة، وألاقي نفسي ساعات كده اقعد اضحك لوحدي ولا كإني شاربة حاجة..وبعد شوية ألاقي نفسي قفلت كده من غير سبب..معرفش ليه بحس إني عجوزة ف نفسي كده..حتي ملامحي بقيت أحس إنها أكبر من عمري..شعري كله أبيض وحوالين عيني تجاعيد ولا كإني عندي 45 سنة مثلا، إنت تصدق إن عندي 32 سنة؟
دكتور شوقي كان منهمكا في تدوين ما قالت، قال لها دون أن يرفع عينه إليها: إنت بتقولي كنتي فاكرة المشكلة ف حد تاني..حد تاني اللي هو مين؟
زفرت نفسا عميقا ثم قالت: جوزي مثلا، أو أبويا.
دكتور شوقي: اشمعني يعني ليه مش مامتك؟
ليلي: ماما الله يرحمها كانت الحنان كله، عمرها م كسرت خاطري، دايما كانت شايفاني كبيرة شاطرة متفوقة وناجحة..حتي لو أنا مش كده بس كنت اجتهد عشان ارضيها واسمع منها كلمة رضا..عمرها ما بخلت علي ..كانت صاحبة مخلصة ..افتقدتها أوي بعد ما ماتت، مفيش حد يقدر يملي مكانها، مفيش حد ممكن يحبك من غير حسابات غير أمك...
دكتور شوقي مقاطعا: أو أبويا.
ليلي: مش دايما...
شوقي: لا إزاي، الأب طول عمره عطاء مبيخلصش، يعني صحيح في أبهات كده عندهم جمود مبيعرفوش يعبروا عن محبتهم، بس الأساس إن الأب عطاء وأمان.
ليلي: الأب فعلا هو اللي بيزرع الأمان جوه أولاده أو ممكن يشيله من قلوبهم للأبد، الأب لما يكون سند وضهر وبيشجعهم ويطمنهم ساعتها بيبقي أمان، لكن لو دايما بيصدر لولاده مشاعر الخوف والقلق بأحباطه ليهم ونقده المستمر وتخويفه لهم يبقي مش أمان..يبقي...
شوقي: يبقي إيه؟
ليلي: مش عارفة.
شوقي: علاقتك بجوزك عاملة ازاي يا ليلي؟
ليلي: اهي زي أي علاقة كل المتجوزين، حبة متصالحين وطول الوقت متناقرين او متخاصمين او زعلانين.
شوقي: وإنت ايش عرفك ان ده الحال عند كل الناس؟
ليلي: ماهو ده الحال معايا ومع بنات خالي وبنات عمي وفي المسلسلات ومع الجيران ..كل الناس كده.
شوقي: وبتتخانقوا ليه يا ليلي؟
ليلي: علي أي حاجة وكل حاجة..إحنا متضادين في كل حاجة، أنا انعزالية ومبحبش الاجتماعيات وهو بيموت في التجمعات والصحاب، أنا بحب البيت وبكره المفاجات وهو يحب السفر والتنطيط والتغيير، أنا بنسي وبكره التفاصيل و بطنش كل حاجة وهو بيعشق الاسئلة الكتير وبيدقق في كل حاجة ويدور علي كل حاجة ، هو عصبي وأنا هادية.. هو كتير الكلام وأنا كتومة هو سياسي  ومجامل وأنا العلاقات مع الناس بتربكني...أنا كل يوم بسأل نفسي أنا اتجوزته ليه وهو مش شبهي؟ ليه معذبين نفسنا ببعض واحنا مفيناش اي حاجة من بعض؟ ليه صابره عليه وهو بيأذيني في كل مناسبة ومن غير مناسبة؟
شوقي: بيأذيكي إزاي؟ بيضربك؟
ليلي: مش كل الأذية ضرب..في أذية لسان ..زيها زي الضرب بردو..بتجرح وبتوجعك بس في نفسك مش في جسمك..يعني كنت عملت إيه يعني ولا ذنبي ايه ان ربنا خلقني كده مليش أخلف..وبعدين أنا عرضت عليه أكتر من مرة ننفصل وهو مش راضي.
شوقي: م هو متمسك بيكي لسبب ما..ممكن يكون محبة ..ممكن يكون مصلحة..ممكن يكون تعود وراحة...أيا كان..إنتي مش واخدة بالك انك بتركزي تفكيرك في النقطة الايجابية اللي ف حياتكم..الحاجات المشتركة بينكم..انتي وإنتي بتحكي مركزة في الاختلافات؟ مش شايفة أنك مركزة في الحاجات اللي مش عاجباكي ومقلتيش اي حاجة كويسة وانتي ممتنة ليها؟ مش شايفة أي ميزة خالص في حياتك مع الشخص اللي حبتيه واختارتيه وعشتي معاه عمر؟
ليلي: أنا كتير بقعد أفكر نفسي بالحاجات الكويسة واقعد اقول لنفسي الكلام اللي يطايب خاطري عشان أكمل واعيش، بس حاساه مع الوقت مبقالوش تأثير..بقيت شايفة الوحش أكتر وغصب عني مش عارفة أدير وشي الناحية التانية الكويسة الايجابية...حاسة أني بقيت عجوزة..حاسة اني بقيت مستنزفة، كنت زمان لما تقابلنا مشكلة او يبان لي عيب فيه، اقول بكره يتغير، بكره هنبقي احسن، دلوقتي بلاقي صوت يقول لي : انفدي بجلدك، هتعيشي طول عمرك كده.
شوقي: ما هو إنتي بردو لو نفدتي بجلدتك، هو اختيار بردو وله عقبات بردو، في ميزات وفيه عيوب بردو زي الحياة اللي انت عايشاها بالظبط..وممكن يبقي اختيار أسوء من اللي انت فيه حاليا وممكن يبقي احسن، محدش عارف ..بس اللي نعرفه ان اي حاجة بذلنا فيها مجهود وتعبنا فيها منرميهاش وندهسها كده عشان جه علينا وقت وحسينا نفسنا مش عاوزينها
 "ولاتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا"
انت قضيتي سنين متجوزة الشخص ده ف انتي متجوزاه بقالك 8 سنين، دي مش مده قليلة فهمتي فيها طبعه وفهم طبعك ..استثمرتي في علاقتك بيه..اتعلمتي عن شخصيته واتعودتي عليه ..وهو كمان كذلك..اكيد في نقطة بتتلاقوا فيها ..ركزوا فيها ..ركزوا فيها هترتاحوا..وبعدين انت لو سبتيه..خدي بالك انت قبل م تتجوزيه مش زي م بعد...هتفضلي كتير علي م تتأقلمي علي حياة جديدة انت مش مذاكرة حاجة فيها خالص..علي الاقل حياتك الحالية انتي بتذاكري فيها من تمن سنين وعارفة هتنجحي ازاي بس انتي مش عاوزة.
ليلي: طاقتي خلصت.
شوقي: بيتهيألك..بمناسبة الطاقة بقي، قوليلي أكلتي النهاردة ايه؟
ليلي: فطرت بيض بالبسطرمة وكوباية قهوة وبعدين اكلت طبق رز باللبن، واتغديت لحمة باللسان عصفور وبطاطس في الفرن متعتشتش لسه.
شوقي: وحليتي بعد الغدا؟
ابتسمت ليلي وأردفت علي استحياء: آه كلت طاجن المتدلعة...
شوقي: وده ايه المدلعة ده كمان؟
ليلي: راق كنافة وراق كريمة لباني وعليهم راق بسبوسة بالقشطة وراق كريمة تاني وراق كنافة تاني وبعدين راق كريمة وبعدين عليهم صوص كراميل وبعدين...
قاطعها شوقي: وبعدين ايه تاني...دي مش متدلعة..دي مفحوتة ..مفحوتة سكر!
ضحكت ليلي واعتلت وجهها حمرة الخجل قبل أن يستطرد دكتور شوقي: بصي يابنتي، مبدئيا كده انتي مفكيش حاجة..انتي مش محتاجة طبيب نفسي..انتي محتاجة طبيب او اخصائي تغذية... بكلمك جد!...انتي لو بتاكلي الأكل ده كل يوم ف الأعراض اللي بتشتكي منها دي أقل حاجة ممكن تحصلك...إزاي مفيش في قاموس حياتك خضار؟ ولا فاكهة؟ كله سكر وكربوهيدرات كده؟ وبعدين ايه كمية السكر دي كلها؟ انتي بتنتقمي من نفسك؟ إنتي جسمك مش محتاج السكر ده كله ومش هيعرف يصرفه فهيفضل ف جسمك بقي يلعب لك في هرموناتك ويبطأ الأيض ويبتدي جسمك يتعامل معاكي إنك عجوزة طالما مبتحرقيش السكر ده ومش عارفة تصرفيه..إنتي صغيرة أوي علي اعراض الشيخوخة اللي بتتكلمي عنها..انتي علي الاقل قدامك 15 سنة عشان توصلي لمرحلة ما قبل سن اليأس اللي فيها كل الكلام ده.
ليلي: يعني حضرتك عاوز تقوللي إن السكر هو اللي بيخلليني أنسي، وبيخلليني مش مركزة وهو اللي مفضي طاقتي ومخليني حاسة إني عجوزة؟
شوقي: السكر ده أبو الأمراض كلها، أول حاجة بيعملها إنه بيقلل القلوية في جسمك، فيبتدي جسمك يبقي حمضي بزيادة، جسمك بقي حمضي، يبقي يا أهلا بالأمراض والسرطانات وضعف المناعة واختلال الهرمونات خصوصا الأستروجين، الأستروجين ده بقي لو قل واضطرب في جسمك يبتدي بقي يوديكي لأعراض الشيخوخة ويلعب في مودك حبة تحت وحبة فوق..أنا ممكن اكتب لك مثبت للمزاج العام والحالة النفسية ..مثبت للمود
Mode stabilizer
واريح دماغي، بس انت لو ساعدتي نفسك وغيرتي من طريقة أكلك هتحللي أمورك بجرعة صغيرة...
ليلي: يعني آكل ايه يعني؟ انا متعودتش أكل خضار ولا بحب الفاكهة...
شوقي: خلاص...اللي متقدريش تاكليه خديه حقن بقي وعيشي بالحباية وانتي لسه في عز شبابك!
ابتلعت لعابها بصعوبة: يعني آكل لحوم وخضار بس؟
شوقي: انتي محتاجة تخفي اللحوم والألبان والجبن عشان دي كمان بتزود الحمضية، لازم تحافظي علي درجة التعادل في جسمك، لو جسمك قلوي بزيادة وبيجيلك تشنجات فده معناه ان جسمك مش هيقدر يمتص المعادن المهمة من اكلك بسبب القلوية فتحسي بالتعب ف انتي كده تشربي خل التفاح، بس لو جسمك بقي مجهد بردو وبيجيلك صداع وعلي طول مرهقة ومعندكيش طاقة وعلي طول تعيي ده لأن الحمضية عالية، تعادلي جسمك بقي بكل ما هو اخضر وتشربي مية كتير ومتاكليش سكريات وتخفي اللحمة الحمرة والألبان.
ليلي: يعني ابقي نباتية؟
شوقي: مش لازم تبقي نباتية؟ إحنا في الأخر جسمنا محتاج كل حاجة، واتعود علي كل الحاجات دي وفي فيتامينات ومعادن عمر جسمك م هياخدها إلا من اللحوم والألبان، بس انتي محتاجة تحرمي جسمك الأول من البلاوي الحامضية دي ف تنضفي جسمك الأول من كل اللي عملتيه فيه الأول وبعدين لما جسمك يتحسن ابقي ارجعي كلي باعتدال.
ليلي:....
شوقي: بصي يا ليلي، أنتي لو مبتعرفيش تكتبي علي الكيبورد واتطلب منك في شغلك تكتبي لك صفحة ..فانت لو كل يوم بتقعدي ساعة بتكتبي صفحة علي الكيبورد هيحصل ايه؟
ليلي: مش فاهمة..يعني هكتب ايه؟
شوقي: يعني انتي لو كل يوم بتكتبي علي الكيبورد صفحة في ساعة..كل يوم تقعدي الساعة دي تكتبي علي الكيبورد، هتيجي علي اخر السنة تلاقي نفسك بتقعدي نفس الساعة بس بقيتي تكتبي تلات اربع صفحات ومن غير كمان م تبصي للكيبورد..الممارسة ..ده اللي اقصده..احنا بنبقي الحاجة اللي بنعملها كل يوم بانتظام وتكرار...انتي لو كل يوم بتصحي تبصي لنفسك في المراية وتقولي لنفسك أنا عجوزة، لا اراديا هتلاقي نفسك بتتصرفي زي العواجيز فمتستغربيش نفسك لما تلاقي جسمك بيتعامل معاكي كإنك عجوزة..مثال تاني..لو كل يوم بتمارسي القلق من حاجة او الخوف من شئ معين ومبتواجهيش خوفك وتتحدي نفسك...هينتهي بيكي الحال انك انسانة خوافة وقلوقة من كل حاجة وعلي اي حاجة..لو ملقتيش حاجة تخافي منها هتدوري علي اللي يخوفك..
ليلي: يعني حضرتك قصدك ان أنا من كتر م مركزة في مشاكلي في حياتي مبقتش اقدر اشوف الكويس؟
شوقي: الله ينور عليكي..انتي محتاجة تعادلي افكارك زي م هتعادلي جسمك..محتاجة تدي لمخك اشارات انك هادية وسعيدة ومبسوطة وراضية فيبتدي مخك يدي اندورفين يديكي رضا ويخفف من اكتئابك وزعلك...محتاجة تزقي مخك يبص علي الكويس ويمارس الامتنان والرضا..
ليلي: يعني اعمل ايه؟
شوقي: يعني انتي بقالك سنين بتدي مخك اشارات انك متضايقة انك متهانة انك مش راضية انك كفاية عليكي كده ..انك خلصتي..ف خلاص مخك صدق..انتي محتاجة بقي تعملي العكس، المفروض تتعلمي تردي علي الصوت اللي بيديلك افكار وحشة وتحاربيه..حتي لو بصوت عالي..لازم تربي جواكي صوت ايجابي يرد علي الافكار الوحشة والوسوسة.. في تمرين بسيط : كل يوم قبل م تنامي افتكري تلات حاجات كويسة حصلت معاكي خلال اليوم... كمان أنا هديلك ادوية تساعدك..بس صدقيني البني ادم مننا طبيب نفسه..مش في كل وقت هتلاقي صاحب تشكيله ومش في كل وقت الدكتور هيلحقك..نمي عادات تريحك وتبعد عنك الافكار الوحشة..خللي عندك هواية تنفسي بيها عن طاقتك..اعملي حاجة كويسة لحد..اخرجي شوفي ناس جديدة..او روحي مكان جديد..اتعلمي حاجة جديدة اتحدي بيها نفسك..اتمشي..والروحانيات..أنا معرفش دينك ايه..بس غذي روحك..حافظي انك تسمعي درس ديني وتصلي...الصلاة زي تمارين التأمل بالظبط، نفس التكنيك..بتركزي فيها علي نفسك وبترددي جملة أو جمل باستمرار وكذا مرة وتتني وتفردي جسمك زي اليوجا وخمس دقايق لخمستاشر دقيقة تأمل في اليوم بتفرق جدا في النفسية!
ليلي: طب وجوزي؟
شوقي: ماله جوزك؟
ليلي: هو مش بردو عنده مشكلة؟
شوقي: أحنا هنا بنتكلم عنك انتي، وممكن تكون المشكلة عندك انتي وممكن يكون جزء من المشكلة عنده وممكن يكون انتو الاتنين عندكم مشكلة، أيا كان إنتي كل م تشتغلي علي نفسك، كل م نظرتك للحاجات اللي مضايقاكي بتتغير..يعني مثلا هقولك مثال..إنتي فاهمة طبعا إني طبيب معروف ولي صفحات علي السوشيال ميديا، كانت في ناس كده عندها شوية طاقة تدخل الصفحة وتكتب كلام سخيف ويضايق، وفي منهم يدخل يشتمني رغم انه عمر م شافني، وفي اللي يدخل يتساخف ويتفزلك عن جهل او صفصطة، المهم كنت بتضايق جدا وساعات اتأثر بالكلام واتضايق لكن في النهاية لقيت أن الرد عليهم بياكل من طاقتي ووقتي وصحتي، في الوقت اللي هرد واجادل واثبت وجهة نظري وافهمهم غلطهم ده أنا اولي بيه اعمل فيه حاجة افيد وانفع، ولو ع الشتيمة او الاذي او الصفصطة ف ليه اكون عامل زي سلة مهملات ليهم يرموا فيها طاقتهم الوحشة وفضلة مشاعرهم، اللي بيشتم بيشتم عشان هو شتام، واللي بينقد ع الفاضية والمليانة بينقد عشان هو لوام ، واحنا بشر..كلنا مليانين كلاكيع نفسية..نعذر بعض ونبقي بالراحة علي بعض..ومنقعدش نشاور لبعض علي الغلطات ونقول ده هو السبب..مش لازم دايما المشكلة تبقي في التانيين..ممكن المشكلة تبقي فينا احنا ساعات ...ف تعرفي امتي ان المشكلة فيكي ولا في التانيين؟ لما تشتغلي علي نفسك..وتصلحي نفسك يا ليلي.
ليلي: أنا أصلا حاسة إني مبسوطة ونفسيتي في السما وأنا بتكلم معاك دلوقتي..أصل حضرتك مش عارف اد ايه...
قاطعها رنين الجوال وكان أشرف زوجها المتصل فنظرت للطبيب وقالت لو مردتش عليه هيفضل يتصل ومش بعيد يتخانق ويبهدلني.
شوقي: انتي مش محتاجة تخافي منه الخوف ده كله، انتي اللي بتعلمي اللي قدامك يتعامل معاك ازاي..لو احترمتي نفسك وحبتيها هتلاقي اللي قدامك بيحترمها بردو، ولو خوفتيها وأهنتيها مستنية ازاي من غيرك يحترمهالك بدالك؟
ليلي: ايوة يعني أرد ولا مردش؟
شوقي: انتي شايفة ايه؟
لم ترد ليلي ونظرت للهاتف ثم ضغطت بعض الأزرار ثم تراجعت وفتحت الخط وقالت: أيوة يا أشرف، أنا قدامي ساعة وارجع لو الطريق كويس، مش هتأخر، الأكل علي البوتاجاز حط  لنفسك تتعشي او لو تحب تستناني نتعشي مع بعض..أنا م أكلتش عند سحر..هقفل معاك دلوقتي عشان ...آه ..طيب..سلام.
شوقي مبتسما: مش بقولك إنتي مش محتاجة طبيب نفسي.
ليلي: شكرا يا دكتور، بس كده مش هاجي تاني عشان مثبتات المود دي اللي حضرتك قلت عليها؟
شوقي: معادنا بعد شهر، بعد شهر نتكلم وده تليفوني وده ايميلي..أنا بفضل الايميل برد عليه دايما حتي لو بعدها بوقت.
ليلي: تمام...شكرا جزيلا..
ودعته وانصرفت وبعد خمس دقائق كاملة، احضر العامل صينية بها ماء وعلبة دواء ناولها للطبيبـ، الذي تناولها بيمينه قبل أن ينظر إليها بإمعان ويفتح العلبة ويأخد منها حبة، قلب العلبة يمينا ويسارا وهو يتفحصها وقد كتب عليها بالخط العريض
Lithobid
Mode stabilizer
تناول الحبة ثم تجرع بعدها كوب الماء حتي نهايته!

*********
وَقِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: إنَّ فُلَانًا لَا يَعِظُ وَيَقُولُ : أَخَافُ أَنْ أَقُولَ مَا لَا أَفْعَلُ.
فَقَالَ الْحَسَنُ: وَأَيُّنَا يَفْعَلُ مَا يَقُولُ؟ وَدَّ الشَّيْطَانُ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ بِهَذَا فَلَمْ يَأْمُرْ أَحَدٌ بِمَعْرُوفٍ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ مُنْكَرٍ..
No one can make you feel inferior without your consent.
Eleanor Roosevelt
"محدش بيقلل منك إلا بإذنك"
We are flawed creatures, all of us, some of us think that means we should fix our flaws. But, get rid of my flaws and there would be no one left.
.

مصادر للحقائق العلمية بالمدونة
Your Perfectly Pampered Menopause by Colette Bouchez
How to reverse a fatty liver by Dr. Eric Berg DC
Feeling good by Dr. David Burns

للرسائل: يمكنكم مراسلة المدونة علي الأيميل التالي
shama_farag@outlook.com

Comments

الأكثر قراءة

رواية زبيدة الفصل الرابع.. بناقص!

بناقص ------ ربما هو صباح يوم جديد، وربما كان نذير خير أن الدكتور حاتم جبريل وافق للوساطة بين عائلة زبيدة أو حسام وبين الدكتور سميح عبد المقصود تحت ضغط ابنته مريم صديقة زبيدة المقربة والمتيمة بحسام شقيق زبيدة والذي يصغرها بثلاثة أعوام كاملة !  من قال أن قصص الحب لها ناموس و ربما كان هذا الدافع الوحيد والخفي وراء موافقة مريم مساعدة زبيدة وعائلتها، الأمر يتعلق بمستقبل حسام بالكلية ناهيك عن أن سمعة سميح عبد المقصود كفيلة إن شابت أمرا فيظهر لك الطرف المظلوم دون تفكير، حبها لحسام كان دافعها، وكي تقنع أبيها بالفكرة كان الأمر يحتاج لبعض الدهاء والحيلة وتقديم المصلحة قبل كل شئ، فاستطاعت أن تقنع والدها أن مساعدة  حسام من باب تقديم السبت حتي يجدوا الأحد أمر لا خيار فيه، وإلا من -غير زبيدة- سيحول لهم الدولارات التي أرسلها عمها خالد بسعر أعلي من سعر البنك؟ ..   نعم كان هذا الاتفاق غير المكتوب بين مريم وزبيدة وبحكم عمل زبيدة في أحد شركات الصرافة العريقة بالطبع كان من السهل إقناع مدير الشركة بشراء واستبدال الدولارات مقابل حفنة إضافية من الجنيهات ولم ي...

جارتي تاجرة الحشيش..قصة قصيرة

لم تعد تحت طائلة القانون حتي و إن كانت تاجرة حشيش بحكم قانون الولاية التي نعيش فيها ، قوانين عجيبة تبيح الإتجار  بالمخدرات وترخص المجون و الفحش..وأصبح كل منا علي الأقل لديه جار شاذ جنسيا أو يتجر بالمخدرات..لن ألوم قوانين التعايش . كانت ضخمة الجثة ..لها هيبة ..صوتها كصرير الباب في أذني ..السجائر في فمها كالعلكة في فم فتاة تعشق السكاكر..عبارات السب و اللعن تجري علي لسانها كما يجري اللعاب..طيلة عامين لم تبادلني التحية ولم ترفع عينها لعيني وكأني "بحجابي" كومة قمامة! وطالما هذا هو الحال ..فلم أبادر أبدا بإلقاء التحية أو ما شابه من عبارات " صباح الخير" و" مساء الخير" المعهوده بين جيران البناية..وكأننا اتفقنا ألا نتفق ..وبمرور الوقت صار خوفي منها في زياده خصوصا بعدما رددت جارتي الأوروبية أن جارتنا هذه من الأمريكان العنصريين المتغطرسين وتفتقر للذوق ، حيث أمرت بناتها بالإنصراف عن بنات الأوروبية" التي تتحدث الإنجليزية الركيكة" لأنهما ليستا أمريكيتان مثل بناتها ..هكذا نهرت الفتاتين أمام أمهما دون أن يرمش لها جفن..ناهيك عن زوار الليل كل مساء أمام...

الفصل الثاني من روايتي " كرمالك"

الرواية كاملة رابط الرواية كاملة من هنا جلست نورا ولم تلمح نظرات الفزع والرعب المسددة نحوها من قِبَل ميشال.. السيدة الفرنسية تشعر بالرعب والهلع ما إن جلست بجوارها تلك الشابة ذات الغطاء الأخضرعلي رأسها..ألوان زيها صريحة وجريئة مما يدل علي أن هذه الشابة جريئة ولا تعرف للخوف طريقا..  ميشال خبيرة في الأزياء بحكم عملها وتعلم أنه ثمة علاقة خفية بين ما يرتديه المرء وما يفكر به.. وتجزم أن هناك خط واصل بين ما يلبسه المرء و الطريقة التي يتصرف بها بحسب طباعه وما يؤمن به.. هكذا تعلمت ميشال وهكذا تفكر.. وهكذا ازداد رعبها من تلك الشابة التي ستظل رفيقة رحلتها الطويلة من مصر إلي فرنسا. يا إلهي.. خمس ساعات من الخوف والترقب.. ربما ترتدي تلك الفتاة حزاما ناسفا تحت تلك التنورة الطويلة وربما أخرجت مسدسا من جيب سترتها الجانبي لتطلب من الجميع أن يشهروا إسلامهم أو يُقتَلون..هذا فوق الإحتمال!.. آخ لو كان لديك سيناريو معين أو فكرة مسبقة عن شئ ما ، حتما ستجد عقلك بكل الوسائل وبلا وعي يؤكد لك الفكرة ويصنع مشاهد وحكايات وربما مواقف كي تؤكد ظنونك وتسترسل في أفكارك حتي لو لم تكن أفكارا لها أي أساس من...

الفصل الأول والثاني من روايتي " كرمالك"

كِرمَالك رابط الرواية كاملة من هنا الرواية كاملة علي كندل و تطبيق كندل رابط الرواية كاملة من هنا إهداء إلي روح أبي الغالي..أحبائي زوجي الغالي وأولادي وأمي الحبيبة .. كل من علمني وكل من ألهمني ساهم في كتابة هذه الكلمات ورتب معي السطور والحكايات.. الرواية المقدمة إليكم قد تتشاب ه فيها الأحداث والأشخاص والأماكن بالحقيقة..فقط أردت أن تبدو حقيقية قدر المستطاع، وكل ما ابتغي أن أقوله.. مهلا لكل من ترك دينه وهويته وولي..مهلا لكل من يتشكك في ربه بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير .. شكر خاص صديقتي نبال سمارة ، سارة محمود الفهرس 1- مطار القاهرة. 2-الإرهابية.. 3-مرآة المستقبل. 4-لا آكل الخنازير. 5-عقدة الإنجليزية. 6-توحدي. 7-العما بعيونك... 8- سألوني عن حجابي 9- تزوج طفله! 10-هذا رجلي 11-ديما 12-صدفة 13-كرمالك 14-كندرجارتن 15-أحبك 16-سيفيك بلازا 17-حادثة أورلاندو 18-ورود الود 19-أحمر شفاه 20-الزوج المفقود 21-هل أنت داعشية؟ 22-القيثارة 23-بلا ولا شيء 24-أنت صلعاء 25-أبغض ا...

طارق الندي " قصه قصيره". رومانسيات ، فانتازيا

طارق الندي"فانتزيا" فبراير   2008 أفتقدك يا طارق ..مر زمن طويل ولم تلتقِ أعيننا ولم تسمع أذناي لحن صوتك..نعم لصوتك نغم في أذني وله وقع في نفسي يحكي لي قصة عتاب طويل ..أتذكر حين قابلتك أول مره ونحن بالصف الأول بالجامعه ؟ أتذكر كيف كنت تحاول لفت إنتباهي وتتنظر أيما فرصه كي تتجاذب أطراف الحديث معي. ولا أعلم وقتها لِم لَم ألق لك بالا وحتي شهور لا أفهم لم كنت ترتبك وتتصبب حبات العرق عن جبينك لو رأيتني أمام ناظريك ..كنت أستغربك حينا وأتلذذ بإضطرابك حينا. أتذكر يوم ظهور النتيجة بعد إمتحان نصف العام ؟ كم جذب إنتباهي ثقتك بنفسك وانت تخبرني أن تقديرك العام جيد جدا بينما أنا أخبرك و أنا أولول علي نتيجتي ذات التقدير المتواضع كم شعرت وقتها اني ضئيله صغيره أو ربما قزم بُعث أمام العملاق الكبير ليقص عليه حكاية المساء ويذهب في خفر وحياء بعدما علم أن العملاق لم يعد مهتما لأمره . لم أكن لأقبل منك عبارات المجامله السمجه التي ألقيتها علي مسامعي وقتها ..لم أكن لأقبل شفقتك وعبارة " إن شاء الله تقديرك المره الجايه يبقي أعلي ...انتبهي إنت بس". من أنت لتنبهني لأنتبه ؟ أو تع...

لا تكتئب من فضلك!"عن الاكتئاب تقنيات وحلول".

"هل ستؤدي بي الأمومة للطبيب النفسي؟" قالتها السيدة نانسي، التي تعاني من الاكتئاب الحاد لطبيبها النفسي د. ديفيد بيرن، في أولى جلساتها معه.. فسألها الدكتور بيرن: "ما شكواكِ؟"، فقالت: "أنا أُم سيئة! أنا لا أستحق أن أكون أُماً من الأساس!". فسألها بيرن: "ولِمَ؟"، فقالت: "ابني درجاته متدنية جداً وأنا السبب.. أنا أُهمله". فسألها بيرن: "وما تعريفك للأم السيئة؟". فقالت: "الأم التي تمارس العنف ضد أطفالها". فقال: "وهل تمارسين العنف ضد ابنك؟". فردّت نانسي: "بالطبع لا"، فقال الطبيب: "إذن لِمَ تصفين نفسك بذلك؟". فقالت: "لأنني.. لا أعرف.. ربما شعوري بالعجز والتقصير هو ما يُملي عليَّ ذلك". فقال: "فلنتفق إذن على أنه ليس هناك شيء اسمه أم سيئة، أما الأمهات اللاتي يمارسن العنف ضد أطفالهن فلديهن مشاكل أخرى، فلنقُل إنك أُم مقصرة وفي الحقيقة الكل مقصر.. الجميع ينقصه شيء ما.. أو فلنقُل الجميع يجتهد"، فقالت: "لست مجتهدة بما يكفي"، فسألها: "ألا تعدين له الطعام يومياً...

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك ..احرقيه

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك..احرقيه! تابَعت خبر زواجه بإهتمام وهي التي اتخذته رفيقا لها لتسع أعوام تخللتها علاقات عابره مع رجال آخرين، ولما قرر هو الزواج اتخذ لنفسه زوجه محبه مخلصه أخري  بينما اكتفي برساله صوتيه لها يخبرها بموعد الزفاف وطلب منها حضور الحفل كأشبينه لعروسه، الأمر الذي فجر غضبها وجعلها علي أهبة الاستعداد لتدمير هذا الحفل وهذا الزواج بكل طريقة ممكنه .. وبعد محاولات مستميه للوقيعه بين العروسين باءت كل محاولاتها بالفشل ..فما كان منها إلا إن استسلمت للقدر و اعترفت بخطأها وباركت الزواج في النهايه ..المفارقه العجيبه هنا أنه لم يشك أحدهم أبدا في نوايا جوليان أو  " جوليا روبرتس" الصديقه المخلصه لمايكل أو "ديرموت مولروني" ولم يكتشف أحدهم ألاعيبها الدنيئه لإنهاء زيجة صديقها من حبيبته الجديده كيمي أو " كاميرون دياز" في فيلم " زواج صديقي العزيز" أو My Best friend’s wedding هذا الفيلم الذي عرض في التسعينات من القرن الماضي ولقي نجاحا ساحقا والفيلم يعكس لنا واقع نعيشه الآن والذي أصبح أسهل مع إنتشار و رواج الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي ...