إقرأ مؤلفاتي علي عربي كندل
Published kids' books
كانت بالصف الأول بالمدرسة الثانوية لما سألها المدرس ماذا تريدين أن
تكوني عندما تكبرين؟ أجابت ليزا: أريد أن ابقي علي قيد الحياة فقط. حينها أخبرها
مدرس الفصل بأنها الطالبة الأسوأ علي الإطلاق، وأعطاها أقل درجة في النشاط
التحريري وأكد لها أن هذه هي أعلي درجة استحقتها عن موضوعها الردئ وألفاظها
الركيكة. ولم يكتف بذلك، بل أصر المدرس علي تحطيم ليزا معنويا قدر ما استطاع،
فحذرها من الحديث علي الملأ أبدا وإلا لن تتمكن من الحصول علي وظيفة.
كانت هذه القصة التي روتها الأديبة العالمية والمتحدثة الملهمة ليزا
نيكولس علي مسامع الناس في إحدي الندوات، أخبرت جمع الناس أنها لحسن الحظ لم تستمع
يوما لتلك النصيحة التي أسداها لها المدرس القديم وبكلمات قوية مسترسلة وبروح
المحارب استطردت تلك الأبيات المفعمة بالحيوية والنشاط تبث الثقة والثبات في آذان
ووجدان مستمعيها…
مايظنه الناس بك ليس من شأنك!
كل ما مررت به، مشيت فيه، سعيت إليه، صليت من أجله، أو ذرفت الدمع من
أجله كلها عملية تجهيز لك قبل موسم نجاحك ولمعانك!
الطريقة التي تتسامح بها مع ما لا يمكن التسامح به..
والطريقة التي تحب بها الأشياء التي لا يحبها أحد..
والطريقة التي ترضي بها عن الأشياء التي لا يرضي بها أحد..
والطريقة التي تتغاضي بها عن الغدر والخيانة..
طريقتك في كل ما سبق هو ما سيخبرنا عنك في النهاية.
فلتشرق وليتلألأ نورك بين الناس لأنك جرئ بما يكفي كي تسطع، ومطيع
بما يكفي كي تترك نورك يتجلي…
وفي كل مرة تمر بطريق أحدهم، من هؤلاء ممن يكرهون اللامعين ولا
يتحملون أضوائهم الساطعة..
أتعرفهم جيدا هؤلاء؟
هؤلاء ممن يجدون في كل مناسبة وبدون مناسبة أسباب في كل مرة يرونك
فيها لم عليك أن تعدأ وتخفف من وهجك…
هؤلاء من سيقولون لشيريل أن تكف عن الغناء بصوت عال.
ومن سيقولون لي أن أكف عن إلقاء الشعر في فصلي أو في مجلسي.
ومن سيشعرونك أنك وحيد وسيؤكدون لك أنك غريب الأطوار وغير منطقي.
أتعرفهم هؤلاء؟
لصوص الأحلام وخاطفوا الأضواء...لا تغضب منهم
هم يحبونك علي قدر محبتهم لأنفسهم!
لا تغضب منهم..أحبهم وادع لهم…
هم يعاملون أنفسهم كما يعاملوننا تماما..
يجب عليك أن تعرف شيئا..
إن مصباحك المضئ ذو السبعين وات يجب أن تضيئه من الآن فصاعدا وعلي
أعلي درجاته..
لديك الكثير وأنت قادر علي المزيد..أنت لم تنته بعد..
لا تضع نقطة لو كتب الله واوا!
وحين تشعل مصباحك أشعله ليصل ل ١٥٩ وات.
لا تطفئ نورك، ولا تقل كفي..
من الآن قل لنفسك أن هذا أول يوم أشعل مصباحي لأعلي درجة ولن يكون
الأخير!
لقد أطفئت نورك كثيرا وخففت وهجك كثيرا وانكمشت كثيرا فيما
قبل، لا تطفئ نورك ثانية!
وإن حدث وقابلت أحدهم من هؤلاء الذين يكرهون السطوع والوهج..اسطع
والمع ولا تنطفئ..
ولما يسطع نورك ويتجلي وهجك سيشتت بعضهم خلفك وسيخبرونك أن نورك زائد
وأن وهجك مبالغ فيه..
بل زائد جدا..جدا..جدا!
حينها انظر إليهم وقل لهم : لا لن أطفئ وهجي ولكن يمكنني أن أعيركم
نظارة شمس!
خطاب ليزا حماسي بالدرجة الأولي وهذا لا يخفي من نشاطها كمدرب تحفيزي
ولها شركتها الخاصة التي تدير ذاك النشاط..وما يبهرني حقا أنها استطاعت رغم إحباط
معلمها لها، أن تشعل مصباحها كما تخبرنا في قصتها..
وكأنها تخبرنا أن كلمة السر ومفتاح النجاح أن يكون المرء صديق نفسه،
وصديق جيد يجيد الحديث الإيجابي الجيد مع نفسه ويحمسها ويحفزها ويحثها للأمام.
من الآن فصاعدا يا صديقي، لا تطفئ وهجك، تلألأ وأشرق!

Comments