(يتلفوا في حرير)
قصة قصيرة
بعد م خيطت لها الفستان قالت لي الله، يسلموا ايديكي... اديكي تتلف ف حرير، علي فكرة أنا بعرف أخيط بردو، بس مش شاطرة زيك كده، انتي اخدتي دروس تعليم خياطة فين؟
اتنهدت وقلت لها، مش كل حاجة بنتعلمها من الكتب، في حاجة اسمها الوهبة، الموهبة، او الحداءة...دي مش موجودة في الكتب، ولا بكتر العمايل... دي نعمة.. عطية من المولي..مينفعش تشتريها، يبقي تبقي عندك ي اما معندكيش..
بصت لي كده باستغراب وقالت: ازاي يعني؟
قلت لها: يعني هو اللي صوته حلو، راح خد كورسات عشان يبقي صوته حلو؟ ولا اللي بيرسم راح اتعلم من الكتب؟ لأ.. هو عنده الموهبة، الدراسة بس بتصنفر الموهبة وبتدي البني ادم وبتعلمه مسميات للي بيعمله بحكم الموهبة ، لكن هي مبتعلمش حد معندوش الوهبة دي.
حسيتها اتهمتني باللؤم بينها وبين نفسها ، ديرت وشي الناحية التانية وعملت نفسي بجيب حاجة من الدرج.
فلقيتها بتقوللي: انا فاهمة كويس ان محدش بيختار يبقي موهوب او شاطر، محدش بيختار يبقي مشهور ، بالظبط زي م محدش بيختار انه يبقي جميل الخلقة ..كلها نعم..
وبعدين بعد م مشيت خطوتين رجعت تاني وحكت لي حكاية عجيبة اوي..
قالت لي: مامتي كانت بتروح لكوافير زمان كان موهوب اوي، من شطارته اتعرف بسرعة.. بقت سيدات المجتمع ونجوم الشاشة يروحوا يعملوا شعرهم عنده..
الكوافير كان عنده بنت شاطرة اوي ولهلوبة، كان بيتكل عليها في كل الشغل، البنت كانت ذكية جدا ولقطت الشغلانة بسرعة، واول م اتمكنت سابت له المحل من غير حتي م تخطره بأي أسباب..
وقال وماله رزقها، محدش بياخد رزق حد، خليها تشوف حالها ورزقها...
وبعد شوية بقي الزباين يلغوا مواعيدهم، ومبقتش الرِجل زي الاول في المحل.. الراجل كان مستغرب اوي ان في شئ عجيب بيحصل ..
الناس دلوه قالوله البنت اللي كانت شغالة عندك دي فتحت محل قريب من محلك وبتسرق زباينك وبتطلع عليك إشاعات بالكذب...
الراجل الكوافير مصدقش الكلام ده، وراح المحل اللي الناس قالت عليه، ولقي البنت فعلا... هناها وبارك لها وهي وعدته تجيله المحل تشكره بنفسها..
وتعدي الايام ومبقاش حد يهوب ناحية المحل، نهائي.. ولو زبونة دخلت المحل يلاقي العلب تقع، ومكواة الشعر السخنة تطير من مكانها وتقع علي رجل الزبونة... يا اما المرايات تتكسر، يا اما ريحة عجيبة تطفش الزباين... الراجل الكوافير قال انه لقي سحر معمول له وطلعه من شق في الحيط لقوه العمال بالصدفة وهم بيجددوا المحل...
اما الكوافير حكي لمامتي الحكاية دي قالت له، انت راجل ايديك تتلف ف حرير، انت موهوب وعندك موهبة، متركزش علي اللي عاوز يسرق تعبك، ركز ازاي تنمي موهبتك، وازاي تحافظ علي شغلك..
انت عملت براند والنَّاس كده كده بتنسي
بإيدك تكمل والنَّاس تفتكرك بموهبتك
او تقف تقضي عمرك تنعي حظك والنَّاس تفتكرك باللي حصلك
اختار ان يكون أثر النعمة اللي ف ايدك هو اللي باين عليك مش أثر المكايد..
انتصر
اكبر
ومتخافش
متخافش من حد عاوز يتعلم، متخافش من حد عاوز يساعد، متخافش من حد شايف موهبتك وبيقولك برافو.. متخافش من حد ومتخافش علي حاجة عشان كلها وهبات، والوهبة من الوهاب... هو اللي بايده يمنع وهو اللي بايده يمنح.
#حواديتي
#شامة_عمران

Comments