Skip to main content

الجمال جمال الحظ

Photo Credit: Alexander Krivitskiy 


الجمال جمال الحظ

زوروا مدونتي 

في أحد كتب الأديب الراقي وقلم الرحمة دكتور عبد الوهاب مطاوع حكي عن شاب في ريعان الشباب، شديد الوسامة وحلو الطلة.

كان شاب "معجباني" كما يقولون، اعتاد نظرات الحب والهيام من فتيات الجيران وجميلات النادي، لم يكن ليلقي بالا للحسناوات هنا وهناك، بل كان يعاملهن بتعفف أقرب للكبر والغرور، وظل الحال علي تلك المنوال حتي وجد ضالته في فتاة لم تعيره الاهتمام الذي اعتاده، ولم تبادله الإعجاب كالأخريات....

أثارت فضوله، فضوله تحول لإعجاب ومن ثم إلي شوق وحب، ثم إلي مطاردة وملاحقة، ولم يدر بنفسه وبما يفعل حتي أفاق علي ملاحظات أخيه الأصغر وأسرته علي سلوكه وسؤالهم عن تلك الفتاة الخارقة التي وقع في غرامها ويطلبون إليه أن يصف جمالها لهم.

آلمه أن يصف لهم أنها فتاة عادية، عاديتها أقرب للدمامة والقبح منها للجمال والحسن، هي فتاة عادية، فقط غير مهتمة.

لما لم يجد الفتي بُدا من ملاحقتها، قرر أن يسلك المسار الطبيعي الشرعي وأن يتقدم لخطبتها، ظنا منه أن هذا هو الطريق الأوحد ليحصل عليها، وللعجب أنها رفضته، والأعجب أنه داوم علي التقدم لها مرات ومرات  دون يأس، زهدها فيه زاده محبة فيها، فرفضته مرة تلو الأخري دون شفقة!.

ولأنها تعلم أنها دميمة وليأسها من الخُطاب، أيقنت أنه لن يدق بابها أحد غير صديقنا الوسيم، فقبلته علي مضض، وبشروط مجحفة، وقالت له صراحة:" إنت شكلك وسيم وشكلك هتقرفني خيانة وعلاقات نسائية. إنت مفيش واحدة عاقلة ترضي بيك!"

جملتها هذه ذكرتني بالممثل القدير كمال الشناوي لما سألوه عن سبب عدم زواجه قال :" الجميلات لا يرضين بي، والدميمات لا أرض بهن."

هيه! فلنعد لقصة صديقنا صاحب القصة الأصلي، والذي رغم تعجبه من تلك العلاقة التي يجثم شبح الفشل علي جوانحها قبل أن تبدأ، وافق حبا واندفاعا أملا في التغيير بعد الزواج...

وبالفعل  تغيرت الزوجة، لكن ليس التغيير في صالح علاقتهما بكل أسف،  فجمود مشاعر زوجته  تجاهه  لم تفلح كل الأساليب لعلاجه فازداد الصدع، بل وزد علي ذلك استياء الزوجة من شعورها الدائم ممن حولها أنها لا تستحق شخص مثل زوجها، فزداها كراهة فوق كراهتها له.

وبعد أن رزقا سويا بحفنة من الأطفال، قررا الانفصال لعدم توافق الرؤي وضمور الانسجام ..

كتب الشاب صاحب القصة للدكتور عبدالوهاب مطاوع يخبره عن ألمه من تلك التجربة، والتي قضت علي ثقته بنفسه تماما، وأعادت ترتيب حياته ليكن في الصفوف الخلفية وقد رضي بوظيفة بدوا جزئي ليرعي أطفاله لأن أمهم لا تريد أي أثر لحياتها السابقة معه في حياتها الجديدة. كتب إليه ينعي حظه أن الفتاة الوحيدة التي منحها حبه وقلبه واختارها لتكون شريكته لا تكن له حتي قدر أُنملة محبة. بعث إلي الكاتب يعلن ندمه علي غطرسته في الماضي وبطره علي من أحببنه، ولا يخف ظنونه أنه ربما ما يعاني منه الآن هو ذنب القلوب الكسيرة التي أحبته، وربما كانت هذه بتلك.

فعلق الكاتب الكبير علي المنشور بحكاية عن ملكة، كان لها ولد وحيد، كانت تدعو له دعوة عجب منها الناس، كانت تدعو الله أن يجعل وليدها ملكا من أصحاب الحظوظ ، وأردف الكاتب تعليقه علي الرسالة بحكاية مشابهة ولكنه ذكر أن من كتبتها إليه امرأة في غاية الجمال، كتبت إليه تندب سوء حظها رغم جمالها الأخاذ، وختمت رسالتها قائلة:" الجمال الحقيقي جمال الحظ."

برأيك، جمال العقول أبقي أم جمال الحظوظ؟

 

 إقرأ المزيد 

رواية كرمالك

جارتي تاجرة الحشيش

مدونتي علي عربي بوست

من منشوراتي باللغة الإنجليزية

راسلنا 

Comments

الأكثر قراءة

رواية زبيدة الفصل الرابع.. بناقص!

بناقص ------ ربما هو صباح يوم جديد، وربما كان نذير خير أن الدكتور حاتم جبريل وافق للوساطة بين عائلة زبيدة أو حسام وبين الدكتور سميح عبد المقصود تحت ضغط ابنته مريم صديقة زبيدة المقربة والمتيمة بحسام شقيق زبيدة والذي يصغرها بثلاثة أعوام كاملة !  من قال أن قصص الحب لها ناموس و ربما كان هذا الدافع الوحيد والخفي وراء موافقة مريم مساعدة زبيدة وعائلتها، الأمر يتعلق بمستقبل حسام بالكلية ناهيك عن أن سمعة سميح عبد المقصود كفيلة إن شابت أمرا فيظهر لك الطرف المظلوم دون تفكير، حبها لحسام كان دافعها، وكي تقنع أبيها بالفكرة كان الأمر يحتاج لبعض الدهاء والحيلة وتقديم المصلحة قبل كل شئ، فاستطاعت أن تقنع والدها أن مساعدة  حسام من باب تقديم السبت حتي يجدوا الأحد أمر لا خيار فيه، وإلا من -غير زبيدة- سيحول لهم الدولارات التي أرسلها عمها خالد بسعر أعلي من سعر البنك؟ ..   نعم كان هذا الاتفاق غير المكتوب بين مريم وزبيدة وبحكم عمل زبيدة في أحد شركات الصرافة العريقة بالطبع كان من السهل إقناع مدير الشركة بشراء واستبدال الدولارات مقابل حفنة إضافية من الجنيهات ولم ي...

جارتي تاجرة الحشيش..قصة قصيرة

لم تعد تحت طائلة القانون حتي و إن كانت تاجرة حشيش بحكم قانون الولاية التي نعيش فيها ، قوانين عجيبة تبيح الإتجار  بالمخدرات وترخص المجون و الفحش..وأصبح كل منا علي الأقل لديه جار شاذ جنسيا أو يتجر بالمخدرات..لن ألوم قوانين التعايش . كانت ضخمة الجثة ..لها هيبة ..صوتها كصرير الباب في أذني ..السجائر في فمها كالعلكة في فم فتاة تعشق السكاكر..عبارات السب و اللعن تجري علي لسانها كما يجري اللعاب..طيلة عامين لم تبادلني التحية ولم ترفع عينها لعيني وكأني "بحجابي" كومة قمامة! وطالما هذا هو الحال ..فلم أبادر أبدا بإلقاء التحية أو ما شابه من عبارات " صباح الخير" و" مساء الخير" المعهوده بين جيران البناية..وكأننا اتفقنا ألا نتفق ..وبمرور الوقت صار خوفي منها في زياده خصوصا بعدما رددت جارتي الأوروبية أن جارتنا هذه من الأمريكان العنصريين المتغطرسين وتفتقر للذوق ، حيث أمرت بناتها بالإنصراف عن بنات الأوروبية" التي تتحدث الإنجليزية الركيكة" لأنهما ليستا أمريكيتان مثل بناتها ..هكذا نهرت الفتاتين أمام أمهما دون أن يرمش لها جفن..ناهيك عن زوار الليل كل مساء أمام...

الفصل الثاني من روايتي " كرمالك"

الرواية كاملة رابط الرواية كاملة من هنا جلست نورا ولم تلمح نظرات الفزع والرعب المسددة نحوها من قِبَل ميشال.. السيدة الفرنسية تشعر بالرعب والهلع ما إن جلست بجوارها تلك الشابة ذات الغطاء الأخضرعلي رأسها..ألوان زيها صريحة وجريئة مما يدل علي أن هذه الشابة جريئة ولا تعرف للخوف طريقا..  ميشال خبيرة في الأزياء بحكم عملها وتعلم أنه ثمة علاقة خفية بين ما يرتديه المرء وما يفكر به.. وتجزم أن هناك خط واصل بين ما يلبسه المرء و الطريقة التي يتصرف بها بحسب طباعه وما يؤمن به.. هكذا تعلمت ميشال وهكذا تفكر.. وهكذا ازداد رعبها من تلك الشابة التي ستظل رفيقة رحلتها الطويلة من مصر إلي فرنسا. يا إلهي.. خمس ساعات من الخوف والترقب.. ربما ترتدي تلك الفتاة حزاما ناسفا تحت تلك التنورة الطويلة وربما أخرجت مسدسا من جيب سترتها الجانبي لتطلب من الجميع أن يشهروا إسلامهم أو يُقتَلون..هذا فوق الإحتمال!.. آخ لو كان لديك سيناريو معين أو فكرة مسبقة عن شئ ما ، حتما ستجد عقلك بكل الوسائل وبلا وعي يؤكد لك الفكرة ويصنع مشاهد وحكايات وربما مواقف كي تؤكد ظنونك وتسترسل في أفكارك حتي لو لم تكن أفكارا لها أي أساس من...

الفصل الأول والثاني من روايتي " كرمالك"

كِرمَالك رابط الرواية كاملة من هنا الرواية كاملة علي كندل و تطبيق كندل رابط الرواية كاملة من هنا إهداء إلي روح أبي الغالي..أحبائي زوجي الغالي وأولادي وأمي الحبيبة .. كل من علمني وكل من ألهمني ساهم في كتابة هذه الكلمات ورتب معي السطور والحكايات.. الرواية المقدمة إليكم قد تتشاب ه فيها الأحداث والأشخاص والأماكن بالحقيقة..فقط أردت أن تبدو حقيقية قدر المستطاع، وكل ما ابتغي أن أقوله.. مهلا لكل من ترك دينه وهويته وولي..مهلا لكل من يتشكك في ربه بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير .. شكر خاص صديقتي نبال سمارة ، سارة محمود الفهرس 1- مطار القاهرة. 2-الإرهابية.. 3-مرآة المستقبل. 4-لا آكل الخنازير. 5-عقدة الإنجليزية. 6-توحدي. 7-العما بعيونك... 8- سألوني عن حجابي 9- تزوج طفله! 10-هذا رجلي 11-ديما 12-صدفة 13-كرمالك 14-كندرجارتن 15-أحبك 16-سيفيك بلازا 17-حادثة أورلاندو 18-ورود الود 19-أحمر شفاه 20-الزوج المفقود 21-هل أنت داعشية؟ 22-القيثارة 23-بلا ولا شيء 24-أنت صلعاء 25-أبغض ا...

طارق الندي " قصه قصيره". رومانسيات ، فانتازيا

طارق الندي"فانتزيا" فبراير   2008 أفتقدك يا طارق ..مر زمن طويل ولم تلتقِ أعيننا ولم تسمع أذناي لحن صوتك..نعم لصوتك نغم في أذني وله وقع في نفسي يحكي لي قصة عتاب طويل ..أتذكر حين قابلتك أول مره ونحن بالصف الأول بالجامعه ؟ أتذكر كيف كنت تحاول لفت إنتباهي وتتنظر أيما فرصه كي تتجاذب أطراف الحديث معي. ولا أعلم وقتها لِم لَم ألق لك بالا وحتي شهور لا أفهم لم كنت ترتبك وتتصبب حبات العرق عن جبينك لو رأيتني أمام ناظريك ..كنت أستغربك حينا وأتلذذ بإضطرابك حينا. أتذكر يوم ظهور النتيجة بعد إمتحان نصف العام ؟ كم جذب إنتباهي ثقتك بنفسك وانت تخبرني أن تقديرك العام جيد جدا بينما أنا أخبرك و أنا أولول علي نتيجتي ذات التقدير المتواضع كم شعرت وقتها اني ضئيله صغيره أو ربما قزم بُعث أمام العملاق الكبير ليقص عليه حكاية المساء ويذهب في خفر وحياء بعدما علم أن العملاق لم يعد مهتما لأمره . لم أكن لأقبل منك عبارات المجامله السمجه التي ألقيتها علي مسامعي وقتها ..لم أكن لأقبل شفقتك وعبارة " إن شاء الله تقديرك المره الجايه يبقي أعلي ...انتبهي إنت بس". من أنت لتنبهني لأنتبه ؟ أو تع...

لا تكتئب من فضلك!"عن الاكتئاب تقنيات وحلول".

"هل ستؤدي بي الأمومة للطبيب النفسي؟" قالتها السيدة نانسي، التي تعاني من الاكتئاب الحاد لطبيبها النفسي د. ديفيد بيرن، في أولى جلساتها معه.. فسألها الدكتور بيرن: "ما شكواكِ؟"، فقالت: "أنا أُم سيئة! أنا لا أستحق أن أكون أُماً من الأساس!". فسألها بيرن: "ولِمَ؟"، فقالت: "ابني درجاته متدنية جداً وأنا السبب.. أنا أُهمله". فسألها بيرن: "وما تعريفك للأم السيئة؟". فقالت: "الأم التي تمارس العنف ضد أطفالها". فقال: "وهل تمارسين العنف ضد ابنك؟". فردّت نانسي: "بالطبع لا"، فقال الطبيب: "إذن لِمَ تصفين نفسك بذلك؟". فقالت: "لأنني.. لا أعرف.. ربما شعوري بالعجز والتقصير هو ما يُملي عليَّ ذلك". فقال: "فلنتفق إذن على أنه ليس هناك شيء اسمه أم سيئة، أما الأمهات اللاتي يمارسن العنف ضد أطفالهن فلديهن مشاكل أخرى، فلنقُل إنك أُم مقصرة وفي الحقيقة الكل مقصر.. الجميع ينقصه شيء ما.. أو فلنقُل الجميع يجتهد"، فقالت: "لست مجتهدة بما يكفي"، فسألها: "ألا تعدين له الطعام يومياً...

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك ..احرقيه

عزيزتي لا تكوي قميص زوجك..احرقيه! تابَعت خبر زواجه بإهتمام وهي التي اتخذته رفيقا لها لتسع أعوام تخللتها علاقات عابره مع رجال آخرين، ولما قرر هو الزواج اتخذ لنفسه زوجه محبه مخلصه أخري  بينما اكتفي برساله صوتيه لها يخبرها بموعد الزفاف وطلب منها حضور الحفل كأشبينه لعروسه، الأمر الذي فجر غضبها وجعلها علي أهبة الاستعداد لتدمير هذا الحفل وهذا الزواج بكل طريقة ممكنه .. وبعد محاولات مستميه للوقيعه بين العروسين باءت كل محاولاتها بالفشل ..فما كان منها إلا إن استسلمت للقدر و اعترفت بخطأها وباركت الزواج في النهايه ..المفارقه العجيبه هنا أنه لم يشك أحدهم أبدا في نوايا جوليان أو  " جوليا روبرتس" الصديقه المخلصه لمايكل أو "ديرموت مولروني" ولم يكتشف أحدهم ألاعيبها الدنيئه لإنهاء زيجة صديقها من حبيبته الجديده كيمي أو " كاميرون دياز" في فيلم " زواج صديقي العزيز" أو My Best friend’s wedding هذا الفيلم الذي عرض في التسعينات من القرن الماضي ولقي نجاحا ساحقا والفيلم يعكس لنا واقع نعيشه الآن والذي أصبح أسهل مع إنتشار و رواج الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي ...